Site icon IMLebanon

مضمون لقاء عسيري بالقيادات اللبنانية؟

 

اتخذت مأدبة العشاء التي أقامها السفير السعودي علي عواض عسيري مساء  الجمعة 20 أيار في دارته باليرزة بعداً سياسياً وديبلوماسياً بارزاً نظراً الى اتساع المشاركة السياسية في المأدبة التي ضمت أركاناً سياسيين من أبرزهم الرؤساء السابقين للجمهورية والحكومة بمن فيهم العماد ميشال عون الى حشد من الشخصيات.

وبرز في الكلمة التي ألقاها السفير عسيري نداء وجهه الى القيادات اللبنانية “للمبادرة الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة عنوانه إنقاذ لبنان لان الوقت يمر والاخطار تزداد ولبنان لم يعد قادراً على الاحتمال بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب حامي الدستور الذي يعتبر انتخابه المدخل الاساسي الى كل الحلول”.

واذ شدّد على أن المملكة العربية السعودية “كانت وستبقى الداعم الاساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والامني في لبنان”، نفى نفياً قاطعاً “ما يُشاع عن انها تخلت عن لبنان”.

الى ذلك، أكدت أوساط بارزة في قوى “14 آذار” لصحيفة ”السياسة” الكويتية أن مأدبة العشاء الجامعة التي أقامها سفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري، تضمنت رسالة واضحة من جانب قيادة المملكة بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين.

وقالت الأوساط إن ما يهم الرياض هو أن يتوافق اللبنانيون على حل مشكلاتهم وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن، لأن ليس لها أي مرشح للرئاسة، باعتبار أن الأمر يخصهم وحدهم.

وأشارت إلى أن الدعوة التي وجهتها السفارة السعودية في بيروت إلى رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون تؤكد أن لا “فيتو” سعودياً عليه أو على أي اسم لبناني للرئاسة الأولى، فالخيار للمجلس النيابي الذي يختار من يراه مناسباً للرئاسة الأولى.

وأضافت أن هذا الأمر سيلقى ارتياحاً وترحيباً من السعودية والدول الأخرى، باعتبار أن المطلب الأساسي لهذه الدول، هو إجراء الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت لملء الفراغ المستمر منذ نحو السنتين.

وأكدت الأوساط أن مبادرة العسيري تحمل في طياتها مؤشرات إيجابية بشأن إمكانية إعادة النظر في المواقف السعودية والخليجية من لبنان، بالنظر إلى التداعيات السلبية على لبنان التي خلفها تردي العلاقات مع الدول الخليجية.

وكانت نحو 150 شخصية لبنانية من جميع المكونات السياسية شاركت في العشاء الذي أقامه العسيري بدارته في اليرزة، بحضور عدد من السفراء العرب والأجانب، فيما لم توجه الدعوة إلى أي من قيادات “حزب الله”، لكن سجل حضور عدد من الشخصيات السياسية الشيعية.

من جهتها، ذكرت صحبفة “الجمهورية” ان الحدث السياسي البارز كان العشاء الذي أقامه عسيري ووجّه خلاله الى الحاضرين نداءً صادقاً بـ”أن يقوم كل واحد منكم بخطوة نحو الآخر من دون انتظار من سيكون البادئ، وأن تبادر القيادات الى حوار يختلف عن كل الحوارات السابقة، عنوانُه “إنقاذ لبنان” لأنّ الوقت يمرّ والأخطار تزداد، والحرائق لا تزال تندلع وتتمدّد، ولبنان لم يعُد قادراً على الاحتمال، لا بل يتطلّع الى همّتِكم وقراراتكم الشجاعة بعدما عانى ولا يزال من ضَرر سياسي واقتصادي كبير بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية وغياب “حامي الدستور” الذي يُعتبر انتخابه المدخل الأساسي الى كافة الحلول”.

وناشَد الحاضرين “أن توجِدوا الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف، بحيث يحلّ عيد الفطر المبارك ويكون للبنان رئيس عتيد”.

وقال: “تعرفون أنّ أشقّاءَكم العرب وفي طليعتهم أبناء المملكة العربية السعودية يواكبونكم بقلوبهم ويتطلّعون الى اللحظة التي يتم فيها التوصّل الى الحلول السياسية التي تريح الوضعَ العام في لبنان، فحبّذا أن يشكّل هذا اللقاء فاتحة هذا الأمر، بحيث تتّخذ الحكومة اللبنانية مزيداً من الخطوات السياسية والأمنية التي تطَمئن السيّاح العرب والأجانب وتؤكّد أنّ السلطات اللبنانية لا تألو جهداً في اتخاذ كافة الإجراءات التي تشجّع كلّ محبّي لبنان على المجيء إليه، الأمر الذي سيُنشّط الدورة الاقتصادية”.

واعتبَر “أنّ بعض الأصوات التي تستعمل أساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا يريدها أصلاً، وجلُّ ما فعلته أنّها استجلبَت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد وعلى الوضع اللبناني عموماً، بعدما ربَطت نفسَها بشؤون إقليمية ومحاور لا تقيم اعتباراً إلّا لمصالحها الخاصة”.

وأكّد عسيري أنّ بلاده “كانت وستبقى الداعمَ الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان ولصيغةِ العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي، وغير صحيح ما يشاع أنّها تخلّت عن لبنان، فهذه ربّما أمنيةُ البعض التي لن تتحقّق، لأنّ العلاقات السعودية ـ اللبنانية متجذّرة في التاريخ وفي البعد الإنساني الذي يجمع الدول والشعوب”.

وتمنّى “أن يشهد هذا المساء الحدّ الفاصل في القرارات”، آملاً “أن تكون الانتخابات البلدية التي تجري بكلّ رقيّ وديموقراطية فألَ خيرٍ وخطوةً في اتّجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية”.