كتبت لينا فخر الدين في “السفير”:
منذ ساعات الصباح الباكر، دخلت ستينيّة إلى قاعة المحكمة العسكريّة، لتجلس على المقعد الأوّل المخصّص للنّساء. تشدّ المرأة حجابها الذي يكاد يقع عن رأسها من شدّة طوله ويخفي معالم وجه أبيض مجعّد. بقيت لأكثر من 6 ساعات وهي تستمع إلى ما يدور حولها. الكثير من المدّعى عليهم والأسئلة، حتى سمعت باسم جمانة حميّد.
سريعاً، تحرّكت “الحجّة” من مقعدها واقتربت نحو القوس. ومن دون أن تنطق بكلمة، سلّمت العسكريّ ورقة أعطاها بدوره إلى رئيس المحكمة العميد الرّكن الطيّار خليل ابراهيم، ليتبيّن أنّ الستينيّة ليست إلّا والدة “جمانة التومللي” وقد تكبّدت مشوار المجيء من عرسال إلى بيروت لكي تقدّم معذرة طبيّة تفيد بعدم مقدرة حميّد الحضور إلى المحكمة، فيما ردّت النيابة العامة المعذرة.
في الجهة المقابلة، كان نعيم عباس يصرّ على رمي السّلام وتبادل الحديث مع الموقوفين. يزيحه الضابط المعني يميناً، فلا يجد “أبو اسماعيل” أمامه إلا عسكرياً فيسأله “كيفك؟”.
وحينما يسأله ابراهيم عن وكيلة الدّفاع عنه المحامية فاديا شديد، يبحث عنها بين المحامين الذين يدافعون عن أكثر من 10 موقوفين (بينهم جمال دفتردار) من أصل 23 مدّعى عليه (بينهم توفيق طه وسراج الدين زريقات..) بجرم الانتماء إلى تنظيم إرهابيّ مسلّح بهدف محاولة قتل والقيام بأعمال إرهابيّة بواسطة السيارات المفخّخة والمتفجّرات والصواريخ..
من يرى عباس يبحث بعيونه عن محاميته، يظنّ أنه سيتفاجأ إذا لم يجدها. ولكن قبل أن ينتهي الموقوف من بحثه، يجيب ضاحكاً: “الأستاذة عندها تعزية. شو بعملها؟ واجب هيدا!”.
يتأفف بعض المحامين، بينما لم يرجئ ابراهيم هذا الملفّ، الذي يعتبر “زبدة” الأعمال الإرهابيّة التي قام بها نعيم عباس، لوقت طويل، بل يحدّد يوم 3 آب المقبل موعداً للاستجواب. فيما السؤال يبقى عمّا إذا كان هذا الموعد مناسباً للمرأة التي خرجت من خلف القضبان في عمليّة التبادل مع “جبهة النّصرة”.