يتفاقم الصراع بين جناحي الإصلاحيين الذين يسيطرون على الحكومة والفائزين بأغلبية في البرلمان الجديد، وبين المحافظين الذين يهيمنون على مفاصل الدولة ومراكز صنع القرار في إيران، ووصلت المناكفات إلى درجة أن أحد المتنفذين بالجناح المتشدد في التيار المحافظ، فبرك فضيحة اتهم فيها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بأنه متزوج من امرأة ثانية سرا، وهي صحفية معتقلة بتهمة التجسس، منذ أشهر.
وكان محمد حسين رستمي، مدير موقع “عماريون” التابع لمجموعة بهذا الاسم، وهو من جماعات الضغط المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، اتهم الثلاثاء الماضي، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بأنه متزوج سرا من الصحفية الإيرانية آفرين تيشت ساز، التي أعتقلت في تشرين الثاني الماضي، بتهمة ” التجسس على طهران لصالح جهات معادية” مع صحفيين اصلاحيين آخرين.
واتّهم رستمي الذي يرأس أيضا “مركز المقاومة الإلكترونية” التابع لـ”مقر عمّاريون الاستراتيجي لمكافحة الحرب الناعمة ” وزير الخارجية بأنه ” متورط بمشروع النفوذ الأجنبي في البلاد”، وقال عبر صفحته على فايسوك: “أريد ان أقوم بزلزالٍ سياسي؛ إن آفرين تشيت ساز الزوجة الثانية لمحمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني جاسوسة ثبت جرمها من قبل السلطات الرسمية”.
وخاطب وزير الخارجية قائلاً: “أيها السيد ظريف هل تعرف أن تيار نفوذ الأجانب وصل إلى فراشك؟” وأضاف: “حسب وثائق رسمية ومكتوبة من قبل أصدقائك زوجتُك الثانية آفرين تشيت ساز جاسوسة للأجانب”.
وعلق بعض المتابعين على صفحة فايسبوك رستمي، متسائلين عن مصدر المعلومة وإلى أي مدى هي موثّقة؟ فأجابهم بـ”نعم”، ثم قال: “عندما يتم رفع دعوى ضدي أو يتم نفي الادّعاء حينها سأقوم بنشر الوثائق”.
يشار إلى أن “عماريون” تأسست على يد رجل الدين الإيراني مهدي طائب، والذي صرّح من قبل بأن سوريا “هي المحافظة الإيرانية رقم 35” ومنحها أهمية استراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية، وأضاف “لو خسرنا الأهواز سنعيدها ولكن لو خسرنا سوريا سنخسر طهران “.
وتدير الجماعة، مقر “عمّاريون الاستراتيجي لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد إيران” الذي تم تأسيسه من قبل الحرس الثوري بعد احتجاجات يونيو 2009 المسماة بـ”الانتفاضة الخضراء” بعدما اُتهمت الحكومة بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية وشهدت مدينة طهران تظاهرات مليونية استمرت أكثر من سنة بعد الإعلان عن فوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.
يذكر أن مهدي طائب، هو الأخ الأكبر لحسين طائب رئيس استخبارات الحرس الثوري التي تعتبر أكبر وأقوى من وزارة الاستخبارات التابعة للحكومة.
وفي نفس السياق، نشر موقع جماعة “عماريون” على تلغرام، نفس الخبر بنفس اليوم، ونقل عما قال إنها مصادر خاصة في الحرس الثوري قولهم إن “التحقيقات أثبتت أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف متزوج من الصحفية آفرين تشيت ساز التي حكم عليها في 26 أبريل الماضي مع ثلاثة صحفيين بالسجن 10 سنوات بتهمة التواطؤ مع حكومات أجنبية لزعزعة الأمن في إيران”.
وبحسب الموقع فإن “زواج ظريف من الصحفية آفرين جيست ساز كان بشكل سري، ولم تطلع عليه زوجته الأولى الحالية مريم إيمانية التي تزوجها 1979”.
وكانت آفرين تشيت ساز، الصحفية في جريدة “إيران” التابعة لحكومة روحاني اعتقلت قبل أشهر من قبل السلطات الأمنية والقضائية بتهمة التورّط مع ثلاثة من الصحفيين في الملف المسمّى بـ”النفوذ” بعدما رفع المرشد الأعلى علي خامنئي شعار مواجهة نفوذ الغرب وأميركا في البلد.
بالمقابل شن الإصلاحيون هجوما على التيار المتشدد بسبب ما قالوا إنها “معلومات مفبركة تهدف إلى تشويه سمعة عميد الدبلوماسية الإيرانية”، قائلين إن “ظريف ليست لديه زوجة ثانية لكي تكون جاسوسة”، وطالبوا بمحاسبة من يقفون وراء هذه الإشاعة.
وانتشرت هذه الإشاعة بشكل واسع عبر وسائل الإعلام الإيرانية إلى درجة أنها أثارت حتى حفيظة منتقدي ظريف من الأصوليين، حيث هاجم مهمدي محمدي، عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض في عهد الرئيس السابق، أحمدي نجاد، مروجي هذا الإشاعة التي وصفها بـ “غير الأخلاقية” وقال إنها ” مجرد افتراءات ومعلومات عارية عن الصحة”.