على وقع مشهد إنتخابي شبه محسوم، إنطلقت العملية الإنتخابية في جزين في شقيها النيابي الفرعي والبلدي ـ الإختياري، في الجولة الثالثة من الإنتخابات، في ظل أجواء سادتها الهدوء طوال ساعات النهار، وسط تبادل في الإتهامات وحديث عن دفع رشاوى وشراء أصوات بين المرشحين، وإقبال عادي للناخبين على مراكز الإقتراع الذين يبلغ عددهم 58349 ناخب على لوائح الشطب، ووسط إجراءات أمنية مشدّدة للجيش وقوى الأمن الداخلي لتأمين حسن سير الإنتخابات، حيث بلغت نسبة الإقتراع العام حوالي الـ38%.
فعلى صعيد الإنتخابات النيابية الفرعية، تنافس 4 مرشحين على مقعد جزين الماروني في مجلس النواب، الذي شغر إثر وفاة النائب ميشال حلو، وسط أجواء تميل نسبياً وبشكل كبير لصالح مرشح التوافق بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” أمل أبو زيد، المتحدر من بلدة مليخ، بمواجهة المرشح إبراهيم عازار، نجل النائب السابق سمير عازار، المرتكز على رصيد لا يستهان به من العلاقات مع أبناء جزين والعائلات والمستند إلى علاقة خاصة تربطه برئيس مجلس النواب نبيه بري. ويقابل المرشحان مرشح ثالث وهو قائد الدرك السابق العميد صلاح جبران الذي يُعول على أصوات البلدات الجزينية المجاورة لمنطقته ضهر الرملة، ومرشح رابع هو باتريك رزق الله المنشق عن “التيار الوطني الحر” رفضاً لسياسته الحالية بقيادة الوزير جبران باسيل، مشدّداً على تمكسه بميثاق “التيار” الذي صدر عام 2005.
وفي هذا الإطار، أشار المرشح أمل أبو زيد في سلسلة تصريحات خلال اليوم، أنّ لديه أمل كبير في الفوز، لافتاً الى انّ الأجواء جيدة ولم تسجل مشاكل تذكر، وقال: “الانتخابات سياسية بامتياز واعلم انّ اخواننا الشيعة سيصوتون لي”، مضيفاً: “اذا كان لدى العميد صلاح جبران ايّ دليل على الرشاوى فليقدم إثباتات”. وأكد أنّ “جزين كانت وستبقى وفية للعماد ميشال عون”.
من جهته، أوضح المرشح إبراهيم عازار أنّ “دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري له أمر طبيعي بحكم العلاقة التاريخية التي تجمعهما”، وقال: “لا نتنافس لتحديد هوية جزين بل لخدمتها، ومشكلتنا مع طريقة ادارة جزين في السنوات الماضية. لدينا حظوظاً للربح ولسنا في تنافس مع الاحزاب المسيحية، والنتائج بين المرشحين بعد فرز الأصوات ستكون متقاربة”.
من ناحيته، قال المرشح صلاح جبران إنّ “الإغراءات لا تؤثر فينا وأهل جزين يعرفوا من معهم وأتكل على وعيهم السياسي”، مضيفاً: “هناك وسائل عدّة لمنع وصولي ومنها دفع الأموال بشكل واضح، وأنا مدعوم من قواعد “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” ومن كل وطني حر. المعركة ديمقراطية وسنلاحق الرشاوى بعد انتهاء الانتخابات أمام القضاء”.
أما المرشح باتريك رزق الله، فقال: “أنا الرابح الوحيد في جزين. القيادة الحالية في “التيار الوطني الحر” أخطأت، وأنا ملتزم بميثاق “التيار” الذي صدر عام 2005″.
ولاحظ مراقبون للعملية الانتخابية عاملَين مهمَين على مستوى المزاج العوني، حيث لم يلحظ سير العملية الانتخابية الحشد وكمية التصويت لـ”التيار الوطني الحر” من جهة وتشتت الاصوات البرتقالية على المرشحين الاربعة من جهة ثانية، ما جعل المراقبون للعملية الانتخابية يطرحون العديد من الاسئلة عن مدى رضا المزاج العوني الجزيني على آداء قياداتهم حزبياً ومسيحياً ووطنياً، وسط توقعات بالحسم لصالح المرشح أبو زيد.
وفي المواقف، أبدى رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع عدم رضاه على نسبة الإقتراع في جزين، مناشداً أهالي جزين للنزول إلى المراكز والإقتراع.
كما دعا رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون المواطنين في جزين للتوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت بكثافة.
وفي إطار الجولة على مراكز الاقتراع في جزين، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أنّه “سيتابع موضوع الرشاوى”، مشيراً إلى أنّ “الوضع الامني ممتاز والانتخابات هادئة”.
وعلى المقلب البلدي والإختياري، لم يختلف المشهد كثيراً عن المشهد النيابي، فقد شهدت صناديق الإقتراع إقبالاً عاديا للناخبين وتبادل المرشحون الإتهامات بدفع الرشاوى، ولم تنفع في المقابل الدعوات في حضّ الناخبين على النزول إلى صناديق الإقتراع والإدلاء بأصواتهم، إلا أنّ التنافس كان على أشدّه ومحتدم.
وفي هذا السياق، تنافست 3 لوائح على مقاعد المجلس البلدي في جزين، الأولى لائحة “نحنا لجزين” المدعومة من “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والنائب السابق إدمون رزق، والثانية لائحة “الإنماء أولاً” المدعومة من المرشح للنيابة إبراهيم عازار، واللائحة الثالثة منتقاة من اللائحتين مدعومة من الدكتور كميل سرحال وغازي الحلو.
وتؤشر الأجواء في هذا الاطار، إلى أنّ الفوز سيكون من نصيب اللائحة الأولى المدعومة من “القوات” و”التيار”.
يُشار إلى أنّه من الناحية التقنية، تم إعتماد الحبر الأحمر للانتخابات النيابية الفرعية، أمّا الحبر الأزرق فللانتخابات البلدية والاختيارية.