ذكرت صحيفة “الأنباء” الكويتية أنّه توافرت أسباب وتكونت قناعات لدى الرئيس نبيه بري ودفعته الى طرح مبادرته على طاولة الحوار الوطني للخروج من الأزمة الرئاسية السياسية التي أدّت الى تعطيل المؤسسات وتضييق الخناق على البلد سياسيًا واقتصاديًا وماليًا.
ولفتت الى أنّ بري ما عاد يعول على التحركات الدولية ولا ينتظر منها نتيجة في ضوء ما لمسه خلال اتصالاته الواسعة، وبات مقتنعًا أنّ الحلول والمخارج لا تولد إلا على طاولة الحوار بعد تطويرها لتصبح بمثابة “دوحة لبنانية”.
وأضافت: “الردود الفورية لأقطاب الحوار على مبادرة بري وأفكاره جاءت على الشكل التالي: فـ”المستقبل” (السنيورة) متحفظ ومعارض لفكرة انتخابات نيابية قبل الرئاسية. ومازال عند موقفه الداعي الى انتخاب رئيس أولا ومن هذا المجلس الذي له فيه الكتلة الأكبر والكلمة الفصل. وبدا موقف الرئيس نجيب ميقاتي ليس بعيدا عن موقف المستقبل لجهة تقديم الانتخابات الرئاسية على النيابية ودعوته الى قيام تفاهمات بشأن مواضيع محورية مثل قانون الانتخابات واللامركزية الإدارية.
أمّا “التيار الوطني الحر” (باسيل) فهو متفاعل إيجابًا مع هذه المبادرة لأنها تنسجم مع موقف عون الداعي الى وضع حد لـ”التمديد”، ومع أفكار طرحها سابقًا بأن يصار الى انتخاب الرئيس من الشعب أو الى انتخابه من مجلس نيابي جديد.
الاشتراكي (العريضي) مؤيّد لمبادرة بري الواقعية جدا وحتى لا ينهار البلد. وحزب “الكتائب” (الجميل) مؤيد من حيث المبدأ ولكنه متحفظ على التفاصيل التي تحتاج الى خلوة طويلة لأيام.
موقف “حزب الله” إيجابي ولا يرى مانعًا في درس مبادرة بري، مع التشديد على أمرين: التمديد انتهى ولا مجال لدوحة جديدة خارج لبنان.
أما المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، فإنّه التزم الصمت أكثر الوقت وبدا منزعجا من مبادرة تعني سياسيًا أنّ بري بات متيقنا بأنّ انتخاب فرنجية لرئاسة الجمهورية لم يعد متاحًا وصار مطلوبًا الانتقال الى خيارات ومخارج بديلة.