كشف مسؤول مالي ليبي رفيع، اليوم الإثنين، أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني نجح في توحيد تداول العملة المحلية الليبية وتدارك اختلاف إصدارها بعد سعي كل من المصرفين المركزيين في شرقي البلاد وغربها طباعة عملة خاصة به الأمر الذي كان سيساهم في زيادة تقسيم البلاد بشكل أكبر.
وقال المسؤول المالي للأناضول مفضلاً عدم ذكر هويته إن “جهود المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق نجحت في توحيد تداول عملتين معمول بهما، واحدة كانت في شرق البلاد وواحدة في غربها، لتصبح العملتين متداولتين في كل أنحاء البلاد عملة وليس في أحد أقاليمها فقط”.
ولم يتم توضيح تفاصيل أخرى حول آلية التعامل مع العملتين.
وأشار المسؤول إلى أن المجلس الرئاسي وفّق بين الأجسام المصرفية الحكومية بعد ثلاثة اجتماعات مشتركة، كان آخرها لقاء رئيس المجلس فائز السراج ونائبة فتحي المجبري مع محافظ البنك المركزي في شرق ليبيا علي الحبري، ومحافظ البنك المركزي في غربها الصديق الكبير، عقد في تونس قبل أسبوع بحضور لجنة المالية بمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق.
وحتى الساعة 11.15 تغ، لم يصدر عن حكومة الوفاق أي بيان رسمي بهذا الخصوص.
ودخلت ليبيا خلال العامين الماضيين في أزمة سياسية وأمنية خانقة، نجم عنها ظهور برلمانين اثنين (المؤتمر في الغرب و مجلس النواب في الشرق)، وحكومتين منبثقتين عنهما.
وترتب على الوضع الجديد، انقسام بعض المؤسسات الحكومية أهمها مصرف ليبيا المركزي، وأصبح لكل حكومة مصرفاً خاصاً بها يدير الأول شرق البلاد و الأخر غربها بسياسات مختلفة.
وقام المصرف المركزي التابع لحكومة الإنقاذ في طرابلس المنبثقة عن المؤتمر الوطني، بطباعة عملة نقدية محلية في بريطانيا كمحاولة لحل أزمة السيولة التي تعصف بالبلاد منذ خمسة أشهر.
بينما قام المصرف المركزي التابع للحكومة المؤقتة المنعقدة شرق البلاد والمنبثقة عن مجلس النواب الليبي، هو الآخر بطباعة عملة أخرى في روسيا.
وأعلن محافظ مصرف ليبيا المركزي في البيضاء علي الحبري عن وصول دفعة مالية أولى بقيمة 250 مليون دينار ليبي ستصل في 28 مايو/أيار الجاري، كانت قد طبعت في روسيا من إجمالي مبلغ (4 مليارات دينار) لسد عجز السيولة في شرق البلاد.
فيما أعلن المصرف المركزي في طرابلس نهاية الشهر الماضي عن وصول دفعتين من عملة مالية إحداها 150 مليون دينار ليبي كانت قد طبعت في بريطانيا.
وأكد المصدر أن مشكلة العملتين كانت تتمثل في أن العملة المطبوعة في روسيا تحمل توقيع محافظ البنك المركزي البيضاء علي الحبري، بينما تحمل العملة المطبوعة في بريطانيا توقيع محافظ البنك المركزي في طرابلس صديق الكبير.
وتعاني ليبيا منذ شهور، أزمة حادة في السيولة المالية في المصارف، ما دفع المصارف سواء المملوكة للدولة أو الخاصة إلى إقفال أبوابها أمام المواطنين.