أشار رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى أن “لبنان يواجه مأساة النزوح السوري ويعيش خللا مؤسساتيا نتيجة شغور منصب رئيس الجمهورية منذ سنتين، لكن الشعب اللبناني، وعلى رغم كل ظروفه، قبل التحدي”.
سلام وخلال إلقائه كلمة لبنان في افتتاح أعمال القمة العالمية الانسانية في اسطنبول، قال: “إن وجود هذا الحشد الكبير هنا، يدل بوضوح على دقة وخطورة القضية التي نحن بصددها والناجمة عن التقاء مشكلتين كبيرتين.
الأولى، هي التنامي المطرد للحاجة الى مساعدات انسانية، نتيجة تكاثر النزاعات المؤدية إلى نزوح الملايين من أوطانهم، والثانية، هي ما يرافق ذلك من صعوبات اقتصادية ومالية في كل مكان، بما يؤدي الى تقليص حاد للموارد المتوافرة رغم الحاجة الماسة اليها”.
أضاف: “إن لبنان ليس بلدا يملك ما يكفي من الموارد التي يمكن تخصيصها لمساعدة ما يزيد على مليون ونصف مليون سوري وفلسطيني نزحوا الى أرضه وباتوا يشكلون نحو ثلث عدد سكانه. كما أنه ليس قادرا على تحمل العبء الهائل الذي يشكله هذا النزوح على منشآته العامة وبناه التحتية”.
لقد أدى لبنان ما عليه وما زال يؤدي، بتعليم أبنائه وأبناء الآخرين، احتراما لحق كل طفل في هذا العالم بتلقي العلم. باعطائه مثالا يحتذى بشأن كيفية “عدم استثناء أحد من الرعاية”. بالعمل النوعي الشاق بموارد ضئيلة، ووسط تقصير عالمي، لتلبية كل الحاجات المطلوبة لمواجهة تبعات المأساة السورية”.
وتوجه الى الأمين العام: “إننا نكرر التزامنا مبادىء حقوق الانسان والقانون الدولي الإنساني، واحترامنا الأهداف السامية لميثاق الأمم المتحدة الذي كان لبلدنا شرف المساهمة في وضعه. كما نؤكد أن بلدنا كان وسيبقى مفتوح القلب والذراعين لاستضافة إخوانه السوريين في عثرتهم، رغم ضعف إمكاناته والمخاطر الكبيرة على موارده واستقراره وأمنه.
لكننا مرة جديدة، نعلن تمسكنا بقاعدة ثابتة، مكرسة في نص الدستور اللبناني وبحكم الإجماع الوطني اللبناني، ويجب أن يسمعها العالم أجمع. إن لبنان ليس بلدا لتوطين الآخرين على أرضه”.