ايفا ابي حيدر
يبدو ان مفاعيل التدابير التي اتخذها وزير الزراعة أكرم شهيب لمكافحة تهريب المنتجات الزراعية عبر الحدود والحد من إغراق الاسواق بالخضار والفاكهة المهربة، انتهت قبل ان تبدأ، بحيث ان التهريب «ماشي» والاوضاع لا تزال على حالها.لاقى وزير الزراعة اكرم شهيب صرخة المزارعين لمكافحة التهريب غير الشرعي للمنتجات السورية الى لبنان والتي تحول دون تصريف انتاج المزارعين اللبنانيين.
وللغاية اجتمع مع المعنيين والمدير العام للجمارك شفيق مرعي بهدف وضع آلية لمكافحة التهريب عبر الحدود وفرض الغرامات الأعلى على المنتجات المهربة ومصادرتها، كما وعد بفرض إجازة مسبقة لاستيراد الفاكهة تأخذ في الاعتبار فترات الانتاج اللبناني لكل نوع من أنواع الفاكهة.
لكن، على ما يبدو بقيت معظم هذه القرارات حبراً على ورق، إذ يشير رئيس تجمع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي الى ان التهريب «ماشي» وإذا أكملنا على هذا المنوال لا شك سنتهجّر من أرضنا.
وكشف لـ»الجمهورية» ان التدابير التي اتخذها وزير الزراعة، أدّت الى منع الاستيراد الشرعي، ولكن التدابير التي اتخذت لم تصل الى الكمال او الغاية المنشودة منها.
فالتهريب متجذّر في لبنان وله اركانه واربابه، وهو عملية متكاملة بين المهرّب ومرسل البضائع من سوريا، سائق البيك أب، وصاحب محل الخضار والفاكهة في لبنان الذي يبيع المنتجات السورية. أضاف: نحن نتكلم عن حلقة متواصلة، لذا يجب انزال أشد العقوبات بأي فرد يتمّ ايقافه ضمن هذه الحلقة، ليكون عبرة لغيره.
وأشاد ترشيشي بالخطوات والتدابير التي اتخذها شهيب لمكافحة التهريب، لافتاً الى أن المزارعين اجتمعوا مع الجمارك لوضع آلية للعمل، لكن برأينا لا يجب ان يعتبر الوزير شهيب أن المشكلة حُلّت، فنحن نطالبه باستكمال متابعة الموضوع.
ولفت الى انه لدى صدور القرار صادرت الجمارك شاحنتين وارتفعت اسعار نقل البضاعة المهربة من سوريا، لكن اليوم لم نعد نسمع بإيقاف اي شاحنة آتية من سوريا، ما يثير استغرابنا وتساؤلنا هل انتهت مفاعيل قرار وزير الزراعة؟
وقال: نناشد اليوم وزير الزراعة مواكبة تنفيذ القرارات التي أصدرها لمكافحة التهريب، خصوصاً وأن الدورة الانتاجية باتت سورية 100 في المئة، فالمزارع سوري الجنسية، والعامل في الارض سوري، والبائع في سوق الخضار اللبناني سوري ايضاً، كذلك ناقل البضاعة من سوريا ومصدر الانتاج انطلاقاً من لبنان سوري ايضاً، وضامن الارض سوري…..
وأكد ان المنتجات السورية اليوم تغزو الاسواق اللبنانية رغم اننا في عز مواسم الانتاج اللبناني، ففي الاسواق دراق من سوريا ومشمش وكرز ولوز وملفوف وجنارك….كلها آتية من سوريا.
ورداً على سؤال، لفت ترشيشي الى انه قبل اصدار قرار مكافحة التهريب، كانت المنتجات السورية تشكل 70 في المئة من تلك الموجودة في الاسواق اللبنانية والـ30 في المئة المتبقية لبنانية، اما بعد إصدار القرار، فأصبحت 60 في المئة من المنتجات في الاسواق لبنانية المحصول، و40 في المئة سورية الانتاج، لكن هذا الفارق ليس كافيا على الاطلاق.