Site icon IMLebanon

“ميراي” سيارة تويوتا الصديقة للبيئة

2016-toyota-mirai-fuelcell
في عام 1997 بدأت تويوتا إنتاج سيارات “بريوس”، وهي سيارة سيدان بعجلات صغيرة وواجهة مائلة غير جاذبة. لكن تحت غطاء المحرك كان هناك شيء جديد: محرك مكون من أربع أسطوانات بسعة 1.5 لتر، ومحرك كهربائي تغذيه بطارية 274 فولت تحت المقاعد الخلفية.

واشتهرت سيارات بريوس بجودتها وأسعارها المتدنية، في حين بلغت قيمة علامتها التجارية 42 مليار دولار تقريباً. وبدا أن شركة تويوتا سعت من خلال سياراتها الهجينة، إلى أن تظهر بوصفها شركة مهتمة بالمنتجات الصديقة للبيئة.

أما في أمريكا فلم يهتم أحد وقتها، وكانت ردة فعل وسائل الإعلام قاسية وسلبية. يقول بوب كارتر، نائب رئيس مجموعة تويوتا الأمريكية: “لقد وصفها الجميع بأنها مجرد تجربة علمية، وتعجبوا متسائلين: ما الذي يدفعنا إلى صنع سيارة بمحركين؟”. إلا أنه وبطبيعة الحال كانت تويوتا هي المنتصر في النهاية، وسخرت من جميع أولئك المنتقدين، فقد باعت 8.5 مليون سيارة هجينة، بما فيها 5.4 مليون سيارة من نوع “بريوس”.

إن ما يحدث الآن هو اندفاع اهتمام المستهلكين ووسائل الإعلام بسيارات “تيسلا” الكهربائية من فئة (إس)، في حين أهمل طراز تويوتا الجديد الذي يتوقع أن يكون أكثر ثورية: “ميراي”، التي تعمل على خلايا وقود الهيدروجين.

ومثل “تيسلا” تعمل “ميراي” على الكهرباء، لكن بدلاً من تخزين الطاقة في البطارية، يكون إنتاج الكهرباء حسب الحاجة. وحيث يتم سحب الأوكسجين من الهواء والهيدروجين المخزن في خزانات الضغط العالي تحت المقاعد إلى خلية الوقود، ليحدث التفاعل الكيميائي وتنتج الكهرباء اللازمة لتشغيل المحرك. لكن تتميز هذه السيارة بخصائص أخرى؛ فانبعاثات العادم تقتصر على الماء، ويمكن إعادة تزويدها بالوقود في غضون 5 دقائق (على عكس السيارات الكهربائية التقليدية التي تحتاج إلى بضع ساعات) كما أنها تغطي نطاق 312 ميلاً مثل سيارات البنزين.

فيما لم تشهد “ميراي” منذ إطلاقها الصيف الماضي إقبالاً كبيراً في السوق؛ فالافتقار إلى محطات تزويد الهيدروجين يعد مشكلة كبيرة تتعلق، فضلاً عن خطورة نقل هذه المادة غير المستقرة وشديدة الانفجار. وعلى الأقل، هناك 16 محطة تزويد مماثلة في أميركا، ويتوقع زيادتها إلى أكثر من 30 محطة بحلول نهاية العام.

لكن شركة تويوتا تواجه مشكلة أخرى أكثر أهمية؛ إذ على الرغم من كل جهودها الريادية المتعلقة بتطوير سيارات تعمل على الطاقة النظيفة، لم تعد الشركة متصدرة وحدها في هذا المجال، بل يبدو إن الرئيس التنفيذي لـ”تسلا”، ايلون موسك، يقود هذا القطاع فعلياً.

وتأمل الشركة بيع 3 آلاف سيارة “ميراي” بحلول نهاية عام 2017 و30 ألف بحلول عام 2020. وحتى لو افترضنا أنها حققت أفضل توقعاتها، فلن يحدث ذلك فرقاً ملحوظاً في مبيعاتها السنوية بقيمة 248 مليار دولار. لكن تستمر الشركة بالمحاولة، فمن أجل تحفيز قطاع السيارات الهيدروجينية، اتخذت تويوتا قراراً بتقديم 5680 براءة اختراع مجانية لمنافسيها حتى عام 2020.

لكن من دون البنية التحتية لمحطات الوقود، فإن مبيعات السيارات التي تعمل بخلايا الوقود لن تحرز أي تقدم.