سيلفيا سميث
مع إعلان الحكومة السعودية لإصلاحات تهدف لإبعاد المملكة عن الاعتماد على النفط، يبدو أن مصدرا آخر للدخل سيصبح مساهما رئيسيا في الاقتصاد – السياحة الدينية.
وتعتزم السلطات تخفيف القيود الحكومية على التأشيرات الممنوحة للحجاج، بما يعني أن المسافرين لمكة والمدينة يمكنهم تمديد إقاماتهم وزيارة مدن ومواقع غير دينية.
السياحة الدينية
وتساهم السياحة الدينية (الحج والعمرة) حاليا بنحو 2.7 بالمئة من إجمالي الناتج القومي السعودي (12 مليار دولار)، حيث يشكل الحجاج والمعتمرون المجموعة الأكبر من زوار المملكة.
وتهدف المملكة لرفع هذا العائد لأكثر من 20 مليارا في غضون 4 سنوات، وذلك حسب مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
ويتوقع المجلس زيادة عدد المعتمرين بحلول عام 2020 إلى 15 مليونا، وزيادة عدد الحجاج بحلول عام 2030 إلى 30 مليونا.
وحتى الآن تخضع تأشيرات الحج والعمرة لقيود تتعلق بمكان وموعد التنقل في السعودية، ولكن يأمل المسؤولون في تخفيف هذه القيود.
وقال الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني:” نعمل على أن يزور الحجاج والمعتمرون المناطق السياحية السعودية، مثل مدائن صالح قرب المدينة بعد أدائهم المناسك.”
وأضاف قائلا:”ولكن لدينا أيضا مناطق جذابة أبعد نشجع السياح على زيارتها، وعلى زيارة أماكن أخرى في المملكة.”
أماكن غير مستغلة
وتشهد السعودية بالفعل حاليا برنامجا واسعا لتنمية البنية الأساسية – ويتضمن خطوط سكك حديدية تربط مكة والمدينة وجدة وغيرها من المراكز الحضرية.
ومن بين مناطق الجذب السياحي التي يجري إعدادها الحفريات الأثرية، ومن ضمنها الفن الحجري، الذي سيصبح متحفا مفتوحا.
ويقول البروفيسور مايكل بتراجليا بجامعة أوكسفورد، والذي يرأس فريقا من الأثريين في السعودية، إن هناك العشرات من هذه المواقع – ضمنها جبة والشواميس ونجران – والتي يمكن أن تجذب أعدادا كبيرة من السياح.
وقال:” هناك أربعة مواقع يضعها اليونسكو ضمن التراث العالمي في السعودية وهناك أماكن أخرى عديدة تخضع للدراسة.”
ويقول محمد حافظ، عضو المجلس الفني السعودي المتنفذ، إن المبادرات الثقافية لاستثمار المواقع الغير مستغلة يمكن أن تعزز الاقتصاد.
وأضاف قائلا:” إن الأحداث حجبت هدفنا الرئيسي هو تعليم السعوديين عن الفن.”
وتابع:” يلعب الفن الآن دورا في كل المشاريع – من مطار جدة الدولي الجديد إلى إعداد برامج سياحية حول المجموعة الفريدة للمنحوتات العصرية الدولية على شاطئ جدة.”
كما أن الخطة التي أعلن عنها مؤخرا لبناء جسر عبر البحر الأحمر يربط المملكة ومصر قد يعزز أيضا عدد الزوار. فمع وجود 90 مليون مصري فإن طريق الحج والعمرة الجديد سيساعد في جلب المزيد من الزوار للسعودية بشكل غير مسبوق.