كتبت رلى إبراهيم في صحيفة “الأخبار”:
عقب صدور نتائج جزين النيابية، سخر أحد مستشاري نائب رئيس حزب “التيار الوطني الحر” نقولا الصحناوي، من نتيجة المرشح العوني المنفرد باتريك رزق الله (قدم استقالته من التيار اعتراضاً على عدم إجراء الانتخابات الحزبية)، بالقول إن حصوله على 399 صوتاً من أصل نحو 58 ألف ناخب يعادل صفراً في المئة.
اليوم، بعد صدور نتائج جزين البلدية، سيفكر التيار ألف مرة في قيمة الصوت قبل الاستخفاف بأصوات الناخبين، بعد خسارة مرشحه إلى رئاسة البلدية خليل حرفوش بفارق لا يتعدى خمسة أصوات. إذ يستعد حرفوش، رئيس بلدية جزين السابق ورئيس اتحاد بلديات المنطقة، وأعضاء لائحة “نحنا لجزين” لتقديم طعن في نتائج الانتخابات البلدية، مستندين إلى “عدم قانونية عشرات أوراق الاقتراع التي تحمل علامات فارقة”. وستقدم الشكوى إلى مجلس شورى الدولة الذي “يفترض أن يدقق جيداً في ما حصل ليل الأحد وصباح الاثنين ويتخذ بناءً على ذلك خطوة باتجاه إلغاء الانتخابات وإعادة إجرائها”، بحسب أحد المسؤولين في التيار الوطني الحر.
أما إذا كان قرار المجلس سلبياً، فالتيار أمام خيارين أحلاهما مرّ: إنْ اتخذ قرار حلّ البلدية عبر تقديم استقالات جماعية، تصبح البلدية حكماً تحت سلطة القائمقام المحسوب على حركة أمل. ويتخوف بعض العونيين من “ألا يدعو القائمقام إلى انتخابات قريباً ويبقي البلدية في جيبه لعام أو عامين”. وإن رضي التيار بالنتيجة كما هي عليه، فلا يمكن حرفوش تجديد ولايته البلدية. علماً أن الأخير كان يظن أن بإمكانه العودة إلى البلدية عبر انسحاب مرشح ناجح لمصلحته لأنه أول الخاسرين، قبل أن يُبلّغ باستحالة إنجاز أمر مماثل وعدم قانونيته.
نجح آل حلو في إيقاع التيار الوطني الحر في شباكهم. نام حرفوش على وقع المفرقعات والاحتفالات، واستفاق على خبر إلغاء 23 ورقة من الأصوات في عين مجدلين بناءً على الطعن الذي تقدم به إبراهيم سمير عازار بشأن النتائج البلدية في جزين. وبناءً على ذلك، تصدّر حرفوش لائحة الخاسرين ليحل مكانه جان كلود كرم من لائحة “الإنماء أولاً”. وتروي مصادر التيار أن حرفوش تلقى اتصالاً الخامسة صباحاً للحضور إلى مكان الفرز بصفته رئيس الاتحاد، حيث أُطلع على وجود لوائح تحمل علامات فارقة ولا يمكن فرزها، فوافق على إلغائها. وعند الثامنة صباحاً تلقى اتصالاً ثانياً عند ظهور لوائح جديدة ــ مطبوعة على أوراق نوعيتها غير مطابقة للقوانين في صندوق عين مجدلين، فأُلغيت، الأمر الذي أدى إلى خسارته بفارق طفيف جداً. علماً أن أول الفائزين على اللائحة المشتركة بين القوات والتيار هو منسق القوات في القضاء سامر عون بفارق نحو 300 صوت عن حرفوش، وذلك بسبب تشطيب آل الحلو الممنهج له. والقصة هنا تعود إلى عام 2010 حين فاز وليد حلو (شقيق رجل الأعمال غازي الحلو) برئاسة البلدية وقضى الاتفاق بتقاسمه إياها ثلاث سنوات مع مرشح آخر. وعقب انتهاء ولايته طلب وليد من النائب ميشال عون إعادة التجديد له، فكان ردّ عون بتنفيذ الاتفاق وتسليم البلدية لحرفوش، وهو ما سبّب “حرداً” لعائلة الحلو استكمل أخيراً بعد رفض الرابية مرة أخرى الاستغناء عن حرفوش. فما كان أمام غازي الحلو إلا إبلاغ عون بقرار العائلة المسبق بتشطيب حرفوش، من دون أن يسبب ذلك قلقاً عند التيار: “كل حساباتنا كانت تشير إلى فوزنا من دون أصوات الحلو. لكن الاقتراع لنا بأوراق غير شرعية أوقعنا في الشرك”.