مار شربل… ثورة قداسة لا تهدأ. نور سماوي لا ينطفئ. شعاع إيماني يعمي الخطيئة. نعم، هو لبنان أرض الموارنة، وأرض القداسة شاء من شاء وأبى من أبى. نعم، هو لبنان أرض الحرية التي “تنعصر” بدماء القديسين وببركتها.
بقاعكفرا وعنايا أرض مقدسة، واليوم كل منطقة من لبنان تخبر عن قصة قداسة، او اعجوبة، أو بركة من ذلك “الختيار” القديس، بوجهه المضيء ولحية الرهبان. الشهادات من كل أصقاع الأرض. واليوم، الشهادة من منطقة الخالدية، إحدى قرى قضاء زغرتافي الشمال، التي شهدت لقداسته بالأمس.
تمثال مار شربل يرشح زيتاً في الخالدية. ذاع الخبر في كل منطقة زغرتا. وصل إلى بيروت وكل لبنان. شلالات من السيارات طافت في الطرقات وملأت الشوارع الضيقة والواسعة. جحافل من المؤمنين وغير المؤمنين قصدت الخالدية لتأخذ البركة، ومنها ليضع إصبعه.
هناك من وضع إصبعه، ولمس التمثال، وبكى. وهناك من لم تسنح له الفرصة. وهناك من حذّر بأنها قد تكون قصة ملفقة عشية الانتخابات. لكن بالنسبة لنا، حسابات قديسنا تختلف عن حسابات اهل الأرض.
نحن صدقنا، لأن شربل منّا وفينا ومعنا. صدقنا لأنّ منّا من لمس ورأى وركع وبكى في صمته، وعلّ “مشحة الروح” تعود إليه يوماً.
منّا من رأى “شربل” يرشح زيتا ويضيء ايماناً في عصر الكفر والخطيئة.
رأى “شربل” يفرك دموعاً على وطن يخنقه الفساد، وأناس تلتهي بحقدها وانانيتها.
منّا من قطع المسافات في آخر الليل ووقف كـ”توما” أمام التمثال، ليطلب رحمة ونجدة وحلولا وتغييراً… وإيماناً.
وقف واكد ان “شربل” بكى في هذه الليلة.
فإليك يا “شربل” نتوق ونقول: “نحن عند كل مفرق، وفي كل منطقة وحيّ وشارع وزاروب ننتظرك. في حلمنا ويقظتنا ننتظرك. في حياتنا ومصيرنا ننتظرك. تضرع لأجلنا، نحن فقراء الروح، ضعفاء الإرادة، مترددو القرار، خطأة النفس والجسد… تضرع لأجلنا عند يسوع… إحملنا إلى حضن المسيح…
أنت يا “شربل” ساعدنا… احمينا… ولا تبكي أبداً.