تعتزم بنما افتتاح توسعة قناتها، التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادي قريبا ما سيتيح عبور سفن يزيد حجمها عن التي تعبر القناة حاليا، وتعد القناة منافسا أساسيا لقناة السويس المصرية.
وأعلن رئيس بنما خوان كارلوس باريلا في وقت سابق من العام الجاري، أن افتتاح مشروع توسعة “قناة بنما” سيكون خلال يونيو/حزيران المقبل، قائلا: “سوف نستعيد سمعتنا التاريخية كطريق عبور ونقطة التقاء للحضارات، مؤكدين من جديد أننا نحن البنميين قادرون على تحقيق ما نريد عندما نوحد صفوفنا كأمة ونعمل في إطار رؤية الدولة”.
وأضاف باريلا: “على الرغم من العوائق استطعنا إنجاز توسيع القناة مشيرا إلى أن القناة الجديدة ستسمح بعبور السفن التي تتوافق مع أبعادها، مؤكدا أن أهميتها ستزداد من خلال تطوير وتنفيذ استراتيجية بحرية ولوجستية وطنية تتماشى مع التحديات الجديدة والفرص والاتجاهات العالمية.
ويهدف المشروع، الذي تجاوزت كلفته 5.2 مليارات دولار، إلى زيادة حجم العائدات، التي تتقاضاها بنما لقاء عبور السفن في القناة والتي تبلغ حاليا نحو مليار دولار سنويا. وتمر عبر القناة حاليا ما بين 30 و40 سفينة يوميا أي نحو 5% من الملاحة العالمية.
وتعد الصين، ثاني أكبر مستخدم لقناة بنما، فيما تأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى.
ويتوقع خبراء أن تنافس “قناة بنما” بشكل جدي قناة السويس الجديدة وذلك لرفع مستوى تأثيرها المباشر على التجارة البحرية الدولية. إذ سيوفر المشروع ممرا جديدا للحركة الملاحية بطول القناة، وهو ما سيضاعف سعتها. كما ستفتح طريقا للسفن للعبور عبر المحيط الهادئ إلى القناة لأول مرة، وتتيح عبور السفن، التي على متنها حمولات تقدر بحوالي 13000 حاوية شحن من مقاس 20 قدم.
واختيرت سفينة الحاويات ” إندرونيكوس” المملوكة لشركة “تشاينا كوسكو” للنقل البحري كأول سفينة شحن صينية تعبر قناة بنما بعد توسعتها، عن طريق قرعة شاركت فيها أكبر 15 شركة تستخدم القناة.
وتحتل قناة السويس موقعا جغرافيا متميزا بين 3 قارات العالم (أفريقيا- أوروبا- آسيا)، بينما لدى قناة بنما موقع جغرافي أقل تميزا، وسط قارتي أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
ومحور التنافس بين القناتين هو السفن التجارية المنطلقة من وإلى أمريكا وآسيا، وأمام تلك السفن مساران: إما أن تعبر عبر قناة السويس، أو قناة بنما من الجهة المواجهة للمحيط الهادي مستغلة دائرية الكرة الأرضية.