أقيمت بعد ظهر اليوم الجلسة الختامية لإطلاق “ورشة مركز رفيق الحريري” الذي سيأوي “سمارت إيزا”، في مقر المعهد العالي للأعمال في كليمنصو.
سلامة
وألقى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كلمة قال فيها: “منذ عشرين سنة، ولد المعهد العالي للأعمال الذي اصبح جزءا من المشهد اللبناني. لقد اهتم مصرف لبنان بتطوير المعهد ودعمه لأننا نؤمن بالقدرات البشرية لدى اللبنانيين، ونعتقد أنه يمكنهم أن يلعبوا دورا رائدا في المنطقة في مجال التعليم والثقافة. ونود أيضا تأمين عملية وصول الشباب اللبناني الى الوظائف”.
أضاف: “ان المعهد يتطلع نحو المستقبل من خلال مؤسسة الإدارة التي تهدف الى نشر الثقافة الجديدة في عالم المال، والتي يتوجب على لبنان قبولها واستيعابها لأن هناك نظاما جديدا ومعايير جديدة يجب ان نتلاءم معها”.
وتابع: “إن القطاع المصرفي أساسي للبنان، ليس فقط اليوم انما لمستقبل لبنان، فالمعهد يهتم ايضا بالإقتصاد الرقمي القطاع المستقبلي الذي سيمكن اللبنانيين من التعبير عن مواهبهم من خلال وسائل تكنولوجية جديدة، وهذا سيمكن لبنان من ان تكون لديه قدرات تنافسية اكثر، فهذا القطاع ينمو شيئا فشيئا، وهو مدعوم من البنك المركزي. ولقد تم لغاية الآن استثمار اكثر من 300 مليون دولار في هذا القطاع منذ ان اصدرنا تعميم 331، وان الشركات التي انشئت هي بقيمة اكثر من 700 مليون دولار، وكل هذا في فترة سنتين، فالإقتصاد الرقمي مهم جدا لمستقبل لبنان”.
بلاسيه
وأعرب الوزير الفرنسي جان فانسان بلاسيه عن سروره ل”قدومه الى لبنان للمرة الأولى لتمثيل الحكومة الفرنسية”. كما قدم “اعتذار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الذي لم يتمكن من المجيء الى لبنان بسبب انشغاله بمتابعة مفاوضات دولية”، وقال: “إن انشاء المؤسسات الثلاث المعهد العالي للأعمال والمعهد المالي وبرنامج سيدر وضعت استجابة لحاجات ملحة للبنان”.
أضاف: “هذه المؤسسات نجحت نجاحا باهرا في مهامها في التنشئة والتعليم والتدريب. ونحن نعرف ما يمثله لبنان اليوم في المنطقة، فهو رسالة استقرار للمستقبل، ولا يمكن ان نذكر لبنان من دون ان نوجه له رسالة دعم في هذه الفترة الصعبة. ومنذ زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، منذ شهر تقريبا، فإن مشهدا ديبلوماسيا جديدا ينطلق، ونود أن نبرهن للمجموعة الدولية والإقليمية أن لبنان نقطة ارتكاز أساسية لتهدئة العنف في المنطقة، ورسالة الإستقرار هذه ترتكز على أفق التحسين المستمر للممارسة السياسة العامة التي تسهم في إيجاد قادة قاردين بفضل كفاءاتهم ووعي مسؤولياتهم على مساندة التطور في أبعاده الإقتصادية والإجتماعية. كما أن رسالة الأستقرار هذه ترتكز على الدينامية التي تخلقها مشاريع التنمية المدعومة من فرنسا. وهذا ما يمكننا من أن نحول لبنان المستقبل الى ملتقى للحوار الإقتصادي والعلمي واللغوي والثقافي والحوكمة”.
وختم: “إن رسالة الاستقرار هذه هي رسالة قوية للمنطقة بأن لبنان يمكنه أن يشكل نموذجا ومركزا لتلاقي منطقة الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط. وإن بلد الارز سيكون سفير الحداثة في المنطقة”.
أتالي
ومن جهته، أشار مدير المعهد العالي للأعمال ستيفان أتالي إلى أن “مهمة المعهد هي تمكين اللبنانيين من الحصول على التعليم العالي بمساندة فرنسا وكبريات المعاهد الفرنسية والأوروبية. ولمدرسة تهتم بالأعمال، كان من الطبيعي مرافقة هؤلاء الطلاب في مشاريعهم الجديدة. وإن المبادرة هي من صفات المعهد منذ انشائه، ونحن بالطبع نرافق طلابنا في مشاريعهم لإنشاء مؤسساتهم التي اصبحت جد مهمة”.
أضاف: “تحول لبنان إلى بيئة يطمح ان يكون فيها كل من يود إنشاء مؤسسات في العالم، وهذا بفضل سياسة مصرف لبنان والتعميم 331 وارادة حاكمه لتزويد لبنان بالشروط التي تمكن افضل الشركات من الحصول على التمويل اللازم”.
فرميس
وبدوره، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة في باريس جان بول فرميس: “إن المؤتمر اليوم مكن من العودة الى عمل عشرين سنة من التبادل ومن مشاريع التنمية المشتركة. ويبدو لنا أن مستقبل المعهد العالي للأعمال سيكون واعدا، لقد قام بكل المهمات المنوطة به وجعل التحديث والإبتكار أحد أبرز برامجه التعليمية، رغم كل العوائق التي يواجهها المبادرون والمستثمرون في لبنان”.
الحريري
وألقى الرئيس سعد الحريري كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيس المعهد العالي للأعمال للاحتفال بإطلاق ورشة مركز رفيق الحريري، الذي سيأوي سمارت إيزا. ففي 5 نيسان 1996، قام رئيسان رؤيويان جاك شيراك ورفيق الحريري بافتتاح ورشة “المعهد العالي للأعمال”. لقد أرادا أن يكون لبيروت معهد يوفر للطلاب والكادرات والقيادات في لبنان والشرق الأوسط تعليما رفيع المستوى في بلد منفتح وديناميكي في قلب تقاطع اقتصادي وثقافي ولغوي فريد كان دعم سفارة فرنسا ومصرف لبنان وغرفة تجارة وصناعة باريس أساسيا في تطور المعهد العالي للأعمال ونجاحه وإطلاقه مشاريع مستقبلية مثل سمارت إيزا. إن مركز رفيق الحريري سيستقبل المبادرين الشباب وسيسمح للمبتكرين بأن ينشئوا شركاتهم مستفيدين من موارد سمارت إيزا ومن التمويلات الميسرة التي يوفرها مصرف لبنان”.
أضاف: “لكنني لست هنا اليوم لمجرد إطلاق ورشة. لقد سمعتموني أقول إن لدينا خطة نهوض اقتصادي للبنان، نريد تنفيذها فور انتخاب رئيس لجمهوريتنا. وجودي هنا هو تحديدا لأقول لكم ان خطتنا الاقتصادية سترتكز إلى الشباب: إلى طلاب اليوم الذين سيكونون مبتكري الغد وإلى مبتكري اليوم الذين سيكونون مبادري الغد. من أجل ذلك، تتطلب خطتنا من الحكومة أن تضع الإطار الضريبي والقانوني لمواكبة تطور هذه الشركات، وأن تعمل مع مصرف لبنان على فتح أسواق الرساميل أمامها. وهدف كل ذلك بالطبع يبقى إيجاد فرص العمل التي أصبحت الشركات الناشئة المحرك الأكيد لها. نريد مع شباب بلدنا أن نضع اليوم حلولا للغد. إن الاقتصاد الجديد، اقتصاد المعرفة والاتصال والمعلومات والتكنولوجيا الرقمية يفتح فرصا كبيرة أمام بلدنا، بفضل الإبداع والرأسمال البشري الذي يمتلكه”.
وأردف: “إن هذا المشروع المستقبلي لا يمكن أن يقوم إلا على الشباب، مع الشباب ومن أجل الشباب. نحن مصممون على بناء المجتمع الجديد الذي يريده شبابنا للبنان، والذي نريده للبنان. وأنتم الشباب نقطة الارتكاز لهذا المجتمع الجديد، أنتم لبنان اليوم وأنتم من سيبني مستقبل لبنان. وأبعد من ورشة “مركز رفيق الحريري”، نريد أن نضع معكم حجر الأساس للبنان الغد وفي أسرع وقت. وهذا ما ألتزم به”.
وفي الختام، وضع حجر الأساس لمشروع “ورشة مركز رفيق الحريري”.