IMLebanon

“المستقبل” “يأكل بعضه” في المنية

minye--dinniyeh

 

 

كتب محمد ملص في صحيفة “الأخبار”:

 

أقفل باب الترشيح في مدينة المنية على 75 مرشحاً لعضوية المجلس البلدي (21 عضواً). بين هؤلاء أكثر من ثمانية طامحين إلى رئاسة المجلس البلدي. إلا أن ما يربط بين المرشحين جميعاً هؤلاء إعلان كل منهم خوض المعركة تحت لواء تيار “المستقبل”، ما وضع الأخير في موقف لا يمكن الخروج منه إلا بالمراوغة.

وكان وفد من المنية قد زار قبل نحو شهر الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري في صيدا للبحث معه في موضوع الانتخابات. وسمع هؤلاء من الحريري، بوضوح، قائلين: “لن ندعم أي لائحة في المناطق والقرى، باستثناء بيروت وصيدا وطرابلس، وسنترك الأمر للعائلات لتقرر مصير بلدياتها”. جواب كان كافياً لدفع كثيرين الى الترشح سريعاً من دون انتظار منّة من “المستقبل”. لكن كثافة المرشحين دفعت النائب كاظم الخير، بإيعاز من الرئيس سعد الحريري، إلى دعوة الطامحين الى منصب الرئيس الى اجتماعات للخروج بصيغة توافقية. بناءً عليه، عقدت ثلاث جلسات متتالية كان مصيرها الفشل.

وبحسب معلومات خاصة لـ”الأخبار”، كان الرئيس الحريري “مطلعاً على ما يجري داخل دارة الخير في المنية.

وهو استدعى عدداً من المرشحين الى بيت الوسط، فارضاً تحالفاً رباعياً ضم كلاً من عماد مطر (رئاسة اتحاد بلديات المنية)، وظافر زريقة ونبراس علم الدين (رئاسة البلدية لثلاث سنوات لكل منهما) وعلي محيش (نائباً للرئيس). واشترط الحريري على الأربعة عدم الإعلان عن مضمون الزيارة ولا عن دعم تيار “المستقبل” لهم”. وتضيف المعلومات أن الخير لم يكن بعيداً عن هذه التركيبة التي حصد فيها حصة من خمسة أعضاء، كما نجح في تقسيم البلدية على عدد من عائلات المنية، وفي إقصاء خصومه الأساسيين ومنعهم من منافسته في الانتخابات النيابية. كذلك عمل على تقسيم عائلة علم الدين عبر ترشيح نبراس علم الدين ابن شقيق النائب السابق هاشم علم الدين، في وجه عمه عثمان علم الدين، لينقل المعركة من الساحة النيابية الى البلدية كون الأخير منافسه الأول في الانتخابات النيابية. فيما يتجه عثمان علم الدين الى التحالف مع رئيس البلدية الحالي وحليف “المستقبل” لدورتين متتاليتين مصطفى عقل. وقالت مصادر الأخير لـ”الأخبار” إنه رفض طرح “المستقبل” ترؤسه البلدية المقبلة لثلاث سنوات.

وفي اتصال مع “الأخبار”، نفى الخير “كل ما يشاع حول دعمه أياً من المرشحين”، معلناً “التزامه بموقف تيار ““المستقبل””، وبالبيان الصادر عنه”، فيما نفى المرشح مطر حصول أي تنسيق بينه وبين تيار “المستقبل”.

ومع إعلان لائحة التوافق الرباعي في المنية، سارع كل من تيار “المستقبل” والخير الى التأكيد أنهما على مسافة واحدة من جميع المرشحين، وأنهما تركا لمناصريهما حرية الاختيار. وهذا ما رأت فيه مصادر مطلعة محاولة لتفادي المواجهة مع باقي العائلات، عبر الالتفاف على حلفائه وغسل يديه ظاهرياً من التوافق وإعلان وقوفه على الحياد. ودفع ذلك بعدد من المرشحين الى الانسحاب من المعركة؛ أبرزهم منسق تيار “المستقبل” السابق المحامي بسام الرملاوي.

وفيما يعتبر “المستقبل” معركة المنية سهلة نسبياً، كون جميع المرشحين من مناصريه، وهم غالباً ما يسعون الى تبنيهم من قبل التيار، إلا أن هناك تساؤلات عن مدى قدرة التيارعلى لملمة ذيول المعركة وتأثيراتها السلبية عليه، بعدما مزق العائلات والحلفاء فيها.

وفي المقابل، يسجل غياب شبه تام للقوى المحسوبة على الثامن من آذار التي عجزت عن تشكيل لائحة أو تبني ترشيح أي شخصية. وقال كل من الشيخ مصطفى ملص وكمال الخير لـ”الإخبار” إنهما لن يلتزما بأي من اللوائح، وسيعمدان الى تشكيل لوائح خاصة بهما، و”سننتخب على أساس خدمة المنطقة”.