كرة القدم ليست ذاك الملعب الأخضر الطويل، ولا لعبة 11 لاعباً فقط، بل إنها بدأت تتحول في السنوات الأخيرة إلى قطاع اقتصادي بحد ذاته، فيه قدر يقل شيئاً فشيئاً من الرياضة.. وكثير من “البزنس”.
وكما تهيمن الشركات العملاقة على الأسواق كل بحسب قطاعه، تبتلع كبرى نوادي كرة القدم العالمية عالم “المستديرة” بكل ما فيه، بدءاَ من الكؤوس والبطولات، وانتهاءً بسلسلة محلات بيع القمصان الرياضية الممهورة بأسماء أشهر اللاعبين عبر أرجاء المعمورة.
فعشرة نوادٍ رياضية فقط، كلها في أوروبا، تهيمن على عقود حقوق البث التلفزيوني للمباريات، وتستطيع وحدها استقطاب أفضل اللاعبين على الإطلاق بأسعار خيالية، والأهم في الأمر أن “العشرة الكبار” لهم نصيب الأسد دائماً من عقود الرعاة السخية، فنادي “برشلونة” الإسباني الشهير حصل للتو على تمديد لعقد رعاية من شركة “نايكي” الأميركية، ليضيف إلى خزنته المكتنزة 100 مليون يورو سنوياً.
ومن حيث أسلوب الإدارة، تحولت نوادي كرة القدم إلى شركات، وبات اسمها “علامة تجارية” عالمية عالية الربحية، تجمع جيوشاً من المشجعين والمعجبين يشكلون شعوبا ومجتمعات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وحديثاً، نشرت شركة الاستشارات العالمية KPMG ، تقييما مالياً لأهم 32 نادٍ عالمي لكرة القدم، اطلعت “العربية.نت” على نسخة منه، وقد وضع كلا من “ريال مدريد” الإسباني مناصفة مع “مانشستر يونايتد” الإنجليزي، على عرش النوادي الأعلى قيمة على مستوى العالم، بقيمة متساوية تقدر بحوالي 2.91 مليار يورو لكل منهما.
وحل بعدهما نادي “برشلونة” بفارق بسيط بحوالي 2.76 مليار يورو، ومن ثم “بايرن ميونخ” الألماني بـ 2.15 مليار يورو، ثم “أرسنال” الإنجليزي بـ 1.66 مليار، ومواطنيه “مانشستر سيتي” بـ 1.62 مليار و”تشيلسي” بـ 1.45 مليار وليفيربول بـ 1.27 مليار، فيما قيم “يوفنتوس” الإيطالي بـ 0.98 مليار وأخيرا “باري سان جرمان” الفرنسي بـ 0.84 مليار.
واستطاعت النوادي الإنجليزية حجز سبعة أماكن، ضمن 32 “الكبار”، واستحوذت على 5 مراتب ضمن قائمة العشرة.
واستندت آلية التقييم التي اعتمدتها KPMG العالمية، على عدة معايير على رأسها دخل النادي وأرباحه وشعبيته، فضلا عن ثقله الرياضي وقدرته على اقتناص حقوق البث التلفزيوني للمباريات، وحيازته لملعبه الرئيسي، كما قامت الشركة بمعاينة كافة الروافد الاقتصادية لكرة قدم المحترفين.
وبلغت القيمة الإجمالية لأكبر 32 نادياً لكرة القدم 26.3 مليار يورو، نصيب الثلاثي “ريال مدريد-مانشستر يونايتد-برشلونة” حوالي ثلثها!