Site icon IMLebanon

كسروان الوفيّة لعون تطلق معركة اتحادها

 

 

كتبت فيفيان عقيقي في “الأخبار”:

مع انطلاق الحراك البلدي، راهن خصوم العماد ميشال عون على خسارته كسروانياً تمهيداً لإلغائه سياسياً. استندوا إلى أرقام 2009 النيابيّة، وخسارته في جونية بفارق 600 صوت، وفوزه في مجمل القضاء، بفارق ألف صوت فقط على منصور البون. لكن انتخابات 2016 ثبتت زعامة الجنرال كسروانياً، أولاً بفوز جوان حبيش في جونية، ولو بفارق بسيط، وثانياً بدخول “تياره” إلى البلديّات ممثلاً بكوادره وقيادييه

32 بلدية برؤساء جدد، و22 أخرى حافظت على قديمها، هي حصيلة إنتخابات كسروان. العنوان الأبرز للنتائج يتمثّل في استمرار قدرة الجنرال ميشال عون على استقطاب الشارع وتأكيد زعامته في معقل الموارنة، رغم فشل تياره في إدارة المفاوضات في كثير من البلدات التي شهدت تنافساً عونياً ــ عونياً (كما في زوق مصبح وزوق مكايل والبوار).

رسم العسكر القديم في التيار ملامح البلديات بالتعاون مع العميد شامل روكز، بتكليف من الرابية، ونجح في اختراق غالبية بلدات القضاء رئاسة أو بأعضاء وازنين أو قياديين، كما حصل في عشقوت (مع جوزف فهد وجورج دغفل وشربل أبي رزق) والعقيبة (مع نيكولا أبي رعد وداني قزي وروميو جعارة) وزوق مكايل (مع ميراي أبي عساف وبيار الأشقر) وحياطة (مع روك شلالا وأميل الهاشم وطوني الصايغ ورولان الصايغ).

خوض الانتخابات البلديّة بمفاعيل “مصالحة معراب” لم يغيّر موازين القوى. أثبت الشارع أنه باقٍ نفسه وأن أرقامه لم تتبدّل. فما لعون بقي لعون، وما لجعجع بقي له، مع إيجابيّة وحيدة: إراحة الشارع ومرور الاستحقاق بهدوء. ففي جونية، جلس القواتيون في مواجهة العونيين بغياب ما يذكّر بمعاركهم التقليديّة: لا تنافس بالزمامير أو رفع للشعارات أو تضارب. أمّا في غوسطا وجعيتا فقد تناسوا ما يحصل داخل جونية، ورصّوا الصفوف. هزموا سمير بارود في جعيتا، وانتصر فريد الخازن عليهم في غوسطا.

حافظت القوات على وجودها في البلدات المحسوبة عليها مثل حراجل وعين الريحانة والقليعات، وكذلك فعل التيار في الصفرا ودرعون وغزير. أمّا الكتائب فأمالت الدفّة في بعض البلدات مثل غوسطا، من دون أن تحقّق نصراً يُذكر بخسارتها لرعشين ،البلدية الوحيدة التي ترأستها عام 2010.

خسر النائب السابق منصور البون في حساباته البلديّة، ولم يحافظ على وجوده سوى في جورة بدران مسقط رأسه، وفي الغينة والكفور، علماً أن رئيسيهما جهاد ناضر وأنطوان أبي صعب مقربان من روكز، وفي بزمّار بشخص رئيسها جوزف سعادة الذي دخل في تحالف مع التيار في مواجهة لائحة عونيّة. أمّا زميله فريد الخازن فحافظ على وجوده في غوسطا وسهيلة وداريّا وبقعاتة كنعان، فيما خُرقت لائحته في العذرا بأعضاء عونيين.

خريطة 54 بلديّة كسروانيّة تمهّد لمعركة واضحة المعالم في الاتحاد، قد تردّ اعتبار “التيار العوني” بلدياً بعد خسارته عام 2010، عندما انتصر رئيس بلديّة زوق مكايل السابق نهاد نوفل بـ 33 صوتاً مقابل 19 لصالح رئيس بلدية زوق مصبح السابق شربل مرعب.

اليوم، لمعركة الاتحاد حسابات مختلفة؛ أولاً هالة نهاد نوفل التي خيّمت 38 عاماً عليه اندثرت. فهو يسعى لتثبيت صورة الرجل الإنمائي التي سوّق لها على مدار 53 عاماً. يريد التقاعد وسجله نظيف من أية خسارة، ودون أن يخلق عداوات سياسيّة تصوّب سهاماً على أدائه السابق، من خلال تجديد الخلاف مع الرابية التي زارها قبل شهر لمصالحة جنرالها.

ثانياً نصر جوان جبيش في جونية لم يمرّ عادياً. فهو من وثق به عون لردّ محاولات كسره، وتحدّى الأحزاب والبيوت السياسية التقليدية عام 2010 ونال وحيداً 43%. وانتصر عام 2016 رغم كلّ الضخّ المالي والإعلامي مؤكّداً أنه الأقوى في جونية. وفي الحسابات، في انتظاره نصر آخر في انتخابات الاتحاد.

ثالثاً استراتيجيّة المفاوضين العونيين، وفي طليعتهم رولان خوري وجوزف فهد، اختلفت. تأثروا بانتفاضات حليفهم الجديد سمير جعجع، وكما فعل في معاركه العسكرية، سيطروا هم في معاركهم الانتخابيّة على بلديات الساحل، وجلسوا للمرّة الأولى في بلديّة عشقوت، صلة الوصل بين الجرد والساحل، ما سهّل عليهم معركة الاتحاد.

رابعاً إرخاء التحالف العوني – القواتي ظلاله على معركة الإتحاد، وصعوبة سير القوات في مسار مختلف عن المسار العوني، خصوصاً بعد الصفعة التي تلقتها في جونية. يصعب أن تتمكّن القوات من “خيانة عون” مجدّداً، وخسارة ما حصدته في “مصالحة معراب”، حفاظاً، كما العادة، على مصلحتها أولاً.

أبرز المرشحين لرئاسة الاتحاد هم: رئيس بلديّة جونية جوان حبيش، وهو الأوفر حظاً. وبحسب ما يؤكّد فهو “مرشّح محتمل”، وقد بدأ اتصالاته الشخصيّة برؤساء البلديات بانتظار إنتهاء الانتخابات في المجالس البلديّة. المرشّح الثاني المفترض هو رئيس بلدية زوق مكايل الياس البعينو الذي يتخوّف البعض من خوض نهاد نوفل معركته، فيما يؤكّد هو أنه غير مرشّح حتى اليوم. المرشّح الثالث هو رئيس بلديّة يحشوش كارل زوين، صاحب اقتراح اقتسام فترة ولاية الاتحاد مناصفة بين رئيسين، قبل أن تُجهض الفكرة في مهدها، خصوصاً أنه يرى في نفسه مشروعاً أكبر من رئيس اتحاد، بل زعيماً لعائلته وخليفة للنائبة جيلبيرت زوين.