Site icon IMLebanon

طرابلس: معركة “ماكينات” لتحديد الأحجام

كتب غسان ريفي في صحيفة “السفير”:

تتجه الأنظار يوم غد الأحد الى طرابلس، التي ينتخب أبناؤها مجلسهم البلدي المؤلف من 24 عضوا، إضافة الى 51 مختارا، في حين يبلغ عدد المقترعين نحو 175 ألفا، يتوزعون على 295 قلم إقتراع. وتتخذ معركة طرابلس البلدية عناوين كثيرة، أبرزها:

أولا: عودة التحالف السياسي الى طرابلس من بوابة الرئيس نجيب ميقاتي، بعد نحو خمس سنوات على القطيعة بينه وبين الرئيس سعد الحريري بعد اللقاء الذي جمعهما في دارة رئيس الحكومة تمام سلام، يضاف إليه النواب: محمد الصفدي، محمد كبارة وروبير فاضل، والوزير السابق فيصل كرامي.

ثانيا: قدرة ميقاتي على التحكم بمفاصل اللعبة السياسية في طرابلس، بعد تبدل موازين القوى لمصلحته في طرابلس، وقبول الجميع بالشروط التي وضعها للتحالف البلدي الذي ساهم تمرد الوزير أشرف ريفي، والجهود التي بذلها الصفدي وكرامي في إنجازه وفي تحريك الماكينات الانتخابية دعما للائحة “لطرابلس” التي يرأسها الدكتور عزام عويضة.

ثالثا: محاولة الحريرية السياسية إخراج الوزير ريفي من حالتها التنظيمية بشكل نهائي والحؤول دون تأثيره على حالتها الشعبية، وبالتالي محاصرته وإقصائه سياسيا عقابا له على خروجه من تحت “العباءة الزرقاء”.

رابعا: سعي ريفي الى الرد على الرئيس سعد الحريري مباشرة باظهار حالته الشعبية التي تواصل معها على مدار الأيام الماضية في كل المناطق متخليا عن حذره الأمني، لحثها على التصويت للائحة “قرار طرابلس” برئاسة المهندس أحمد قمر الدين.

خامسا: دخول النائب السابق مصباح الأحدب على خط المنافسة الانتخابية عبر لائحة غير مكتملة تضم 18 مرشحا، والحراك الشعبي الذي ساهم به منذ إعلان لائحته في “منشية طرابلس”، وذلك في رد واضح وصريح على محاولات إلغاء وجوده بعد الخلاف الذي أنتجته تصريحاته ومواقفه مع الحريري ومن يدور في فلكه.

سادسا: الحفاظ على تمثيل الأقليات من المسيحيين والعلويين في المجلس البلدي، وهو الأمر الذي لا يختلف عليه أي طرف، وذلك بهدف إظهار التنوع الذي تتميز به طرابلس والذي يأتي ردا على كل الاتهامات التي كانت وجهت للمدينة خلال السنوات الأمنية العجاف الماضية.

أمام هذه الوقائع، يمكن القول إن معركة طرابلس البلدية، هي معركة أحجام سياسية تظهرها الماكينات الإنتخابية، التي يسعى كل طرف من خلالها الى إثبات حضوره، وقوته الشعبية، وقد دخل الحريري مؤخرا الى هذه المنافسة من خلال الاجتماع الذي عقده مع منسقية وكوادر طرابلس في بيت الوسط وشدد أمامهم على ضرورة التصويت للائحة “لطرابلس” “زي ما هيي”، فضلا عن حضور الأمين العام أحمد الحريري يوم أمس شخصيا الى طرابلس للوقوف على إستعدادات الماكينة والعمل على تفعيلها، وقيامه بزيارات عدة، وإستقباله في المقر المشترك للماكينة الانتخابية في فندق “كواليتي إن” بعض المفاتيح الانتخابية التي كانت على صلة سابقة مع “المستقبل”.

في غضون ذلك، تنشط ماكينة العزم التي تعتبر الأكبر والأكثر قدرة على التواصل مع الناس وعلى التجيير، الى جانب ماكينة الصفدي المشهود لها بتنظيمها ودقتها، وكرامي صاحب الماكينة التاريخية الموروثة عن الرئيس الراحل عمر كرامي، إضافة الى ماكينات كبارة الحاضر شعبيا بشكل دائم، وفاضل الذي جهز ماكينته على عجل، إضافة الى ماكينتيّ الجماعة والمشاريع.

في المقابل يبدو الوزير ريفي بمفرده في المواجهة من خلال ماكينة إنتخابية مبتدئة جرى تركيبها مؤخرا، الى جانب تعاونه الوثيق مع المهندس وليد معن كرامي الذي جهز ماكينة أيضا للدعم والمساندة.

وفي إحصاء بسيط يظهر أن القدرة التجييرية لماكينات التحالف السياسي ستكون أكبر بست أو سبع مرات من القدرة التجييرية لتحالف ريفي ـ وليد كرامي، الأمر الذي من شأنه بالأرقام أن يجعل المعركة شبه محسومة، لكن هاجس التشطيب الذي يخيم على كل الأطراف يترك باب المفاجآت مفتوحا، خصوصا أن هناك 88 مرشحا لعضوية المجلس البلدي ضمن اللوائح المعلنة أو كمنفردين، وثمة تداخل كبير بين البلدية والاختيارية، إضافة الى العلاقات العائلية والشخصية التي تلعب دورا كبيرا في الانتخابات المحلية، لذلك فان التحالف السياسي يشدد على ضرورة التصويت للائحة كاملة لضمان التمثيل المسيحي والعلوي وعدم الاطاحة بهما على حساب العلاقات الشخصية أو العائلية.

الميناء

وفي الميناء نشطت الماكينات الانتخابية العائدة للتحالف السياسي خلف لائحة “الميناء حضارة” برئاسة عبد القادر علم الدين وذلك لتأمين أكبر مروحة من الأصوات لها، والاستفادة من كونها متكاملة على صعيد تمثيل العائلات والتنوع الطائفي والمذهبي، فضلا عن الحضور الذي يمثله علم الدين في مدينته التي ساهم بتحويلها الى مدينة سياحية من خلال الكورنيش البحري الأطول في لبنان الذي تمكن من إنجازه خلال الفترات التي أمضاها رئيسا للبلدية.

وتواجه لائحة علم الدين، لائحتين مكتملتين الأولى “الميناء لأهلها” وهي تضم أربعة مرشحين للرئاسة وهذا من الممكن أن يجعلها عرضة للتشطيب في محاولة كل طرف تأمين أكبر قدر من الأصوات لمرشحه لاظهار أحقيته بالرئاسة، إلا إذا صدقت النوايا فان الأمور قد تتغير لمصلحتها، فضلا عن المشكلة المسيحية التي تواجهها كونها تضم ثلاثة مسيحيين بدلا من سبعة كما يقضي العرف السائد في الميناء.

وتحمل اللائحة الثانية إسم “الميناء بيتنا” وهي تسعى الى إقناع أبناء الميناء بالتصويت لها لكنها تواجه أيضا مشكلة سياسية كونها تضم سبعة مرشحين معظمهم من التيار الوطني الحر الأمر الذي يثير حفيظة أبناء الميناء ممن يختلفون سياسيا مع التيار.

وبالرغم من كل الجهود التي تبذل لا سيما على صعيد التحالف السياسي خلف لائحة علم الدين فان الخرق يبقى ممكنا، خصوصا في ظل النسيج العائلي المتماسك في الميناء والذي يبقى متقدما على الانتماءات السياسية.

القلمون

في القلمون اكتمل المشهد الانتخابي على منافسة شرسة بين لائحتين الأولى برئاسة طلال دنكر ومدعومة من التحالف السياسي في طرابلس، والثانية برئاسة الدكتور ثائر علوان تضم ممثلين عن العائلات وخبرات شبابية.