أقامت الندوة اللبنانية للحفاظ على البيئة والاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في جامعة البلمند “ألبا”، احتفالا لمناسبة يوم البيئة العالمي في حرم الاكاديمية في سن الفيل، برعاية وزير البيئة محمد المشنوق وحضوره مع الوزير السابق عادل قرطاس، ممثل قائد الجيش العميد الركن الياس حنا، ممثل المدير العام للامن العام المقدم بسام فرح، المدير العام لوزارة الطاقة والمياه الدكتور فادي قمير، المدير العام لمصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام، عميد الاكاديمية البروفسور اندريه بخعازي، رئيس الندوة الاختصاصي انطوان بخعازي، الارشمندريت الكسي مفرج وعدد كبير من الاختصاصيين والمهتمين.
بداية، أكد جورج فخري ممثلا قمير أن “وضع المياه في لبنان ليس بجيد والمياه باتت تتطلب خطة طوارىء تناقش بجدية ويلتزمها كل الاطراف وخصوصا مع وجود التغيير المناخي الذي يؤثر على كل شيء وتحديدا على المياه، الى ذلك هناك مليون ونصف مليون لاجىء سوري أسهموا في تضخيم الطلب على المياه وهذه مشكلة طارئة وإضافية. من هنا علينا التحرك بسرعة والا ستكون التنمية الاقتصادية والاجتماعية عندنا في خطر”.
وتناول قرطاس في كلمة ثلاثة محاور عن أوضاع الثروة المائية والاستراتيجية للتخطيط والتنفيذ في لبنان والتطلع للمستقبل لتنفيذ هذه الاستراتيجية ودور جمعية اصدقاء المياه في لبنان”، وشدد على “ضرورة اعتماد سياسة مائية محددة والبحث عن مصادر جديدة غير تقليدية كتحلية مياه البحر والاستفادة من ذوبان الثلوج بطرق أحدث من المتبعة حتى الآن”، وطالب “بضرورة تأليف مجلس أعلى للمياه والتخطيط في لبنان ليضع الخطة او الاستراتيجية المائية وينسق بالتخطيط بين الوزارات والادارات إضافة الى ضرورة التعاون مع المؤسسات او الأفراد الذين بحوزتهم بعض المعطيات والمعلومات العلمية عن المياه واستعمالاتها”.
وشرح افرام عن طريق فيلم وثائقي “ما توصلت اليه مصلحة الابحاث من نتائج في موضوعي التغيير المناخي وتلوث المياه الجوفية والسطحية فأكدت كل التحاليل ان الزراعة والصناعة والبيئة يتأثرون بهذين العاملين الى حد كبير ويلزمنا الكثير من الوقت لإعادة التصحيح”، وقال: “لا نستهلك مياهنا بالشكل المطلوب والصحيح، ويجب التحرك لان نسبة الامطار تتدنى وتهدد بارتفاع نسبة الجفاف”.
وكشف ان “نسبة التلوث كبيرة في كل أنهارنا وخطيرة جدا في الليطاني والبردوني، إضافة الى ان هناك نسبة كبيرة من الزئبق في مياه الليطاني التي تؤذي تربتنا”، وأكد ان “مصلحة الابحاث العلمية الزراعية تنهي خلال الاسبوعين المقبلين المسح الشامل الذي كانت بدأته لكل مياه لبنان وسوف تنشره على موقعها الالكتروني”.
وزير البيئة
وفي نهاية الاحتفال تحدث المشنوق، فقال: “المياه لنا، لكن اي مياه. نحن امام كارثة بيئية كاملة. المسألة ليست مسألة نفايات، هي مسألة تجاذب سياسي وفيها كثير من التفاصيل سوف اذكرها في كتاب اؤلفه عنوانه “نفايات”. الموضوع هو ان التلوث في المياه والانهار مخيف، وفي البحر هناك كارثة ومن لا يريد ان يرى ما يوجد حولنا يعيش في الاوهام”.
أضاف: “هناك أيضا موضوع قطع الاشجار المستمر حتى الآن من اجل انشاء سد جنة رغم اعتراضنا، هذا اضافة الى ان انهارنا ال18 ملوثة، ونهر الليطاني يحتاج الى 880 مليون دولار للتنظيف، ليس لدينا منهم الا 55 مليونا. اما بالنسبة الى الهواء، فهناك 60 محطة لقياس التلوث فيه، وقد انعكس ذلك على الشجر والتربة التي باتت تحتاج للكثير من العناية”.
وتابع: “لقد تسبب النزوح السوري بتلوث كثير، وبات لدينا مشكلة حقيقية، لكن بالرغم من ذلك لا نستطيع ان نلقي بالمسؤولية على غيرنا، فالمطلوب ان يكون كل شخص منا شخص بيئي، وان تكون وزارة البيئة ام الوزارات وان يقوم كل طرف بواجبه، لان مواردنا اما مهدورة او ملوثة”.
وفي السياسة أكد المشنوق ان “هدفنا انتخاب رئيس جمهورية وحكومة وبرلمان، واذا بقينا نعمل ضمن التجاذب فاننا نسير نحو الانحدار”.
وختم: “الوضع لم يعد مقبولا، نحن مسؤولون، ومسؤوليتنا تتعدى اشخاصنا، وكي ننجح علينا ان نتوحد ونتكاتف، فالعمل الفردي لا يفيد، وقد وقعت اخطاء كبرى، بدليل ان القوى السياسية احست بالوجع عندما وقفت الناس للتغيير، وهنا ادعو الى التحرك في الاتجاه الصحيح لان البلد ليس ملك قوة قاهرة.
وسلم بخعازي للمشنوق خلال الاحتفال درع الهيئة وسلم جائزة البيئة والتراث لانطوان خوري حرب.
وعرض طلاب مدارس “أي.أم.أس”- رأس المتن بعض الدراسات البيئية التي تقوم بها المدرسة.