أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّه على أهمية الدلالات السياسية للنتائج التي حملتها عمليات الفرز في محافظتي الشمال وعكار وخصوصاً في المواقع ذات البعد السياسي، فاجأت مدينة طرابلس المراقبين للاستحقاق البلدي والاختياري منذ انطلاقتها في 1 ايار بتفوقها على ما سبقها من جولات في ابراز خصائص انتخابية لم تكن محسوبة تماماً، ذلك انّ “اكتساح” لائحة قرار طرابلس” المدعومة من الوزير اللواء اشرف ريفي مقاعد المدينة البلدية كان له الوقع المدوي في مواجهة التحالف الحزبي الرباعي (الحريري ـ ميقاتي ـ الصفدي ـ كرامي) الذي وعلى رغم متانته، لم يصمد في مواجهة حلف ريفي مع الشارع الطرابلسي الذي عبّر في صندوق الاقتراع عن توقه الى القيادات القريبة منه التي تتكلم لغته، ولم يعد ممكناً تجاوز حيثيته الواسعة ليس في طرابلس فحسب، انّما على مستوى يتخطى حدودها الجغرافية وربما الى مساحة الوطن.
وبعيداً من الارقام التي سجلتها اقلام الفرز في المدن والقرى الشمالية، بدا من دون شك انّ تطلعات الشارع لم تعد بعد الاستحقاق البلدي والاختياري عموماً تتقاطع مع اتجاهات رياح التحالفات السياسية سيما منها “محدلة الثنائيات” التي تعرقلت في اكثر من بلدة وقرية في المحافظات كافة وآخرها في طرابلس والقبيات وتنورين وبرزت في مواجهتها موجة تواقة الى تغيير الواقع المتحكم باللعبة الانمائية والسياسية في البلاد منذ عقود.