قال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لصحيفة “الجمهورية”: إنّ إجراء الانتخابات البلدية خطوة إضافية، ولو متواضعة، لتثبيتِ شرعية الدولة اللبنانية، وأسقطَ ذريعة الأمن لمصلحة احترام أيّ استحقاق وأيّ مهلة دستورية مقبلة، وبالتالي أهنّئ الحكومة لأنّها أجرت هذه الانتخابات، والشعبَ اللبناني الذي أثبتَ عن ممارسة تراث ديموقراطي عريق في كلّ المجالات ولدى كلّ الطوائف وفي كلّ المناطق”.
أضاف: “لا شكّ في أنّ القوى السياسية دخلت في هذه المعركة على قاعدة ادّعاء احتكار الطوائف، فظنّ الجميع أنّهم إذا تحالفوا داخل الطائفة فهم قادرون على اختزالها. فبرَزت جرأة شيعية في جبل لبنان والبقاع والجنوب، وبرزت جرأة سنّية في طرابلس وجرأة مسيحية في جبل لبنان والشمال.
هذه الحالات الاعتراضية الثلاث، أكانت من طبيعية شيعية أم مسيحية أم سنّية، تؤكّد أنّ عودة اللبنانيين الى داخل مربّعاتهم الطائفية لا تفيد لبنان، وهي تفيد فقط “حزب الله”، إذ إنّه الحزب الأقوى بين الأحزاب، والطائفة المنظّمة بين الطوائف”.
وقال سعَيد: “بعد هذه الانتخابات البلدية علينا تحديد الخيارات مجدّداً، بمعنى انّ الطبقة السياسية بكلّ تلويناتها سَقطت امام الرأي العام اللبناني. ففريق 8 آذار محاصَر إسلامياً وعربياً ودولياً ومالياً، ومستهدَف أمنياً بدليل ما تتعرّض له كوادر “حزب الله” في سوريا وغيرها.
وفريق 14 آذار عليه ان يعيد النظر في تجربته السابقة، في تحالفاته وتقديره للّحظة السياسية، أكانت على المستوى الاقليمي ام الداخلي، من أجل إعادة استنهاض مشروعه السياسي، وأن يحمل هذا المشروع قواعد لبنانية وليس قواعد طائفية”.
وتمنّى سعيد على اللبنانيين، وبالتحديد على المسؤولين في 14 آذار، “التخلّي عن ترشيح سليمان فرنجية وميشال عون، والذهاب الى عنوان لبناني وطني جامع، يؤكّد على شرعية ومشروعية الدولة ويحمي الدستور واتّفاق الطائف والعيش المشترك الاسلامي ـ المسيحي وتغليب حقّ المواطن على حقوق الطوائف”.