تقرير “ايلاف”:
يقدر مكتب الاحصاءات الوطنية البريطاني ان متوسط عمر الصبيان المولودين حديثا في بريطانيا سيبلغ 94 سنة واربعة أشهر في غضون السنوات العشرين المقبلة في حين ان متوسط عمر الصبايا سيبلغ 97 سنة واربعة أشهر ويرتفع الى 100 سنة بحلول عام 2057.
ولأن هذا هو المتوسط العام للعمر الذي من المتوقع ان يعيشه الجيل الناشئ فان كثيرين سوف يعيشون الى 100 سنة وهو عمر احتمالات ان يعيشه الشباب والشابات في سن العشرين اليوم تبلغ 50 في المئة.
ويقول البروفيسور اندرو سكوت استاذ الاقتصاد في كلية لندن لإدارة الأعمال ان الأشخاص يخافون من احتمال العيش الى 100 عام لأنهم يفكرون في حياة من الشيخوخة المديدة مع ما يقترن بها من معوقات بدلا من ان يفكروا في التمتع بفترة شباب أطول. واضاف ان المسألة تتعلق بتغيير طريقة تفكيرنا.
ويرى خبراء ان طريقة التفكير ليست وحدها التي يجب ان تتغير حين يعيش المولودون اليوم الى 100 سنة بل ومعها نواحٍ عديدة من الحياة ليكون هذا التعمير نعمة وليس نقمة.
ومما يتعين تغييره المعاش التقاعدي والنظام الصحي والممارسات المعتمدة حاليا في التشغيل والتوظيف.
وتقول البروفيسورة ليندا غراتون الباحثة في المنتدى الاقتصادي العالمي عن الكتاب الذي شاركت في تأليفه مع البروفيسور سكوت بشأن “عصر التعمير” الى 100 سنة “ان هناك كتباً كثيرة عن مرض الزهايمر ولكننا أردنا ان نظهر ايجابيات التعمير سنوات أطول والتشديد على ان المسألة ليست مجرد تكديس سنوات اضافية في مرحلة الشيخوخة بل نقول ان لدينا فرصة ذهبية لاستخدام هذا التغير في الزمن، ولكن علينا ان نستخدمه بحكمة وهذا يعني مزيداً من الادخار ومزيداً من التمارين البدنية وقليلا من الأكل”.
واضافت “ان هذا قد لا يكون ما يريد الأشخاص سماعه ولكنه الحقيقة”.
وبالفعل أظهرت استطلاعات ان غالبية الأشخاص البالغين يتحدثون اليوم بتوجس عن فكرة تعميرهم الى 100 سنة بسبب خوفهم من مشاكل الشيخوخة وامراضها.
وتقول البروفيسورة غراتون انها تتفهم هذه المخاوف من مرحلة الشيخوخة لأن المسألة تتعلق بالتحضير لها واصحاب هذه المخاوف ليسوا مستعدين لها.
اوضحت غراتون قائلة “ان التحضير هو كل شيء، ومثلما ان ايقاع يومنا سيتغير إذا كان 30 ساعة بدلا من 24 ساعة فان حياتنا ستكون مختلفة إذا عشنا الى 100 سنة وخاصة إذا كنا نعتزم الحفاظ على لياقتنا البدنية فترة اطول”.
وقال البروفيسور سكوت الزميل في كلية اول سولز بجامعة اوكسفورد ايضاً ان انسان اليوم ما زال يفكر بمعايير التعليم والوظيفة بعد التعليم ثم التقاعد بعد سن الستين. وشدد على ان هذا التفكير “لن يكون مجديا في المستقبل وإذا عشنا الى 100 سنة فعلينا ان نعتمد ايقاعا مختلفاً ونمط حياة مغايراً الى حد بعيد”.
وتشهد بريطانيا حاليا تغيرات تشير الى الاستعداد لتعمير المولودين حديثا 100 سنة، بما في ذلك رفع السقف العمري للقرض العقاري الى 85 سنة.
كما تبين الأرقام ان متوسط عمر مشتري العقارات لأول مرة في حياتهم يبلغ الآن 31 سنة بالمقارنة مع 28 سنة في عام 1995.
ويُعاد النظر الى احتمال الاستمرار في العمل بعد سن السبعين بوصفه فرصة للعيش حياة منتجة وليس مبعث قلق لا سيما وان في بريطانيا رقماً قياسياً من الذين يتحولون الى رجال اعمال ومالكي شركات ناشئة بعد بلوغهم سن الخمسين.
ويقول البروفيسور سكوت ان الفيلسوف الانكليزي “توماس هوبز وصف الحياة ذات مرة بأنها “فظيعة ووحشية وقصيرة والشيء الوحيدة الأسوأ منها هو حياة فظيعة، ووحشية وطويلة”. وعليه فانك لكي تعيش حياة مديدة ومنتجة يجب ان يكون لديك حافز لعيشها ويجب عليك أنت ايضاً ان تتطور”.