رائد الصالحاني
شهدت سوق العملات السورية خلال يومين تحسناً كبيراً في سعر صرف الدولار. وبحسب مصادر “المدن”، وصل الدولار الواحد إلى 425 ليرة بعد أيام من وصوله إلى أكثر من 625 ليرة، فيما ثبت المركزي سعر الصرف إلى 500 ليرة، الثلاثاء 31 أيار/ مايو، في تدخل جديد يعتبر الرابع من نوعه خلال الشهر، والأولى من نوعها على مستوى السوق، بهبوط سعر الصرف في السوق السوداء بفارق كبير عن المصرف المركزي.
وفي حديث لـ”المدن” مع مستشار إقتصادي سابق لدى النظام السوري قال إن “الحكومة السورية سعت لتخفيض سعر الصرف بطريقة مختلفة هذه المرة، فطرحت ملايين الدولارات بسعر مرتفع جداً عندما وصل إلى 620 ليرة، مع بث شائعات عن استمرار ارتفاع الدولار وعدم قدرة المركزي على السيطرة عليه، فذهب الناس لشراء كميات كبيرة من الدولار مع اجبار المركزي لشركات الصرافة بالبيع بدون فوائد، ومنهم من أخذ الموضوع كتجارة رابحة، عن طريق الشراء من مراكز الصرافة والبيع في السوق السوداء بفارق جيد إلى حد ما”.
أضاف المستشار أن هذا الأمر “تسبب بسحب النقد السوري من السوق بشكل كامل، مع توقف المصارف الخاصة والعامة عن إعطاء مبالغ كبيرة من الايداعات، وهنا جاء دور المركزي ليقوم بتخفيض السعر على مراحل، إلى أن تم إفراغ السوق السوداء من الليرة السورية وبدأت عمليات الهبوط الوهمية وصولاً إلى 400 ليرة للدولار الواحد، وما دون، بحسب المناطق.
وقال “جورج” تاجر قطع سيارات ويعمل كصراف بشكل غير قانوني، في حديث إلى “المدن” إن السوق التجارية “خالية من النقد السوري بشكل كامل منذ نحو أسبوع، مع امتناع البنوك عن تسليم العملاء مبالغ كبيرة، ما أدى إلى تسارع كبير في ارتفاع قيمة الليرة بعد فقدانها من السوق”. أضاف أن المركزي في هذه اللعبة “استطاع خفض قيمة الدولار بشكل كبير، فضلاً عن الأرباح الخيالية التي تحققت من خلال فرق سعر الصرف الذي تجاوز 200 ليرة في أقل من شهر، خاصة الأموال التي تأتي من الحوالات الخارجية والتي يتم تسليمها بالسوري حصراً”.
وأكدت إحدى الموظفات العاملات في مديرية مال دمشق، لـ”المدن”، أن المركزي والمديريات الفرعية لوزارة المالية “تحوي على مليارات الليرات السورية في الوقت الحالي، وقد وصل الأمر إلى وضع النقد السوري في بعض المكاتب واغلاقها، بسبب امتلاء الخزائن الخاصة بالمصرف”، فيما أكدت الموظفة أن المصارف العقارية تعمدت إيقاف جميع الصرافات الآلية المخصصة لرواتب الموظفين في هذا الوقت لضمان عدم سحب الليرة السورية وطرحها في السوق مجدداً”.
وقالت مصادر مطلعة إن شركات الصرافة قد سلمت يوم أمس الثلاثاء حوالاتها بالدولار على غير العادة، فيما امتلأت شركات الصرافة التابعة للمركزي بالمواطنين الراغبين ببيع الدولار مقابل 500 ليرة للمركزي مع هبوطه في السوداء لما دون 450 ليرة .
وبالذهاب إلى الرواية التي اعتمدتها بعض المواقع المحلية ووسائل الإعلام المعارضة، ومفادها أن تنظيم “داعش” قرر بيع النظام السوري مشتقات النفط بالليرة السورية بدلاً عن الدولار، وأن هذا الأمر الذي تسبب بدعم الليرة، نفى مصدر مقرب النظام لـ”المدن” هذا الأمر، ووصف اعتقاد البعض أن التعامل مع داعش يمكن أن يؤثر على سعر الليرة السورية، بالغباء. فيما لم ينفِ المصدر التعامل المستمر بين النظام وتنظيم داعش عبر وسطاء وتجار لشراء النفط إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
ويرى محللون أن المركزي يسعى لتثبيت سعر الصرف قريباً، بعد طرح الليرة السورية في السوق وسحب الدولار، فيما يرجح آخرون أن الليرة ستعود للهبوط من جديد ما أن تم طرحها بالسوق.
وعلى مستوى أسعار المواد الاستهلاكية والتموينية، فلم تنخفض الأسعار على عكس ما كان متوقعاً، بل بقيت ثابتة وزادت في بعض المواد، لأن التجار لن يخفضوا الأسعار حتى يتم تثبيت سعر الصرف بشكل كامل.