أشارت الوكالة “المركزية” إلى أنّ الجلسة الانتخابية الرئاسية التي لم تعقد اليوم الخميس، بسبب استمرار لعبة تعطيل النصاب من قبل تكتلات نيابية في 8 آذار باتت غنية عن التعريف، اتخذت أبعاداً سلبية مضاعفة، ذلك انّها أعقبت استحقاقاً انتخابياً بلدياً اغتنمه الشارع لايصال رسالة اعتراض قوية الى القيّمين على مقاليد الحكم، يحتج فيها على أدائهم الذي أغرق البلاد في فراغ رئاسي وشلل مؤسساتي وتراجع اقتصادي.. والنفايات. الا انّ وقائع اللا جلسة اليوم، دلّت مجدداً الى انّ صرخة الناس لم تلقَ الآذان الصاغية المرجوة.
فللمرة الاربعين، ورغم مبادرة الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى تبني ترشيح قطبين من فريق 8 آذار السياسي، رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون، في خطوة أرادا منها تسهيل انجاز الاستحقاق، لم ينزل “نواب الوفاء للمقاومة” و”التيار الوطني الحر” و”المردة” الى البرلمان، فأرجئت الجلسة الانتخابية الى 23 حزيران المقبل، في حين لم يتخط الحضور النيابي في الجلسة الـ40 نائباً.
في المقابل، تشير اوساط دبلوماسية عربية مقيمة في باريس لـ”المركزية”، الى انّ الجهات الخارجية العاملة لانهاء المخاض الرئاسي اللبناني ماضية في مساعيها، وكشفت في السياق انّ شخصيات دبلوماسية غربية بارزة تتواصل حالياً مع مراجع لبنانية سياسية وغير سياسية بعيداً من الاضواء، ويتبادل الجانبان افكاراً واقتراحات قد تسمح بانجاز الاستحقاق الرئاسي ووضع حدّ للشغور. واذ تؤكد انّ الخارج يستعجل الرئاسة لجملة مخاوف امنية واقتصادية، تقول الاوساط انّ معالجة الازمة الرئاسية باتت تتطلب مقاربات جديدة كلياً، وعرابو الحل اللبناني في الخارج كما اطراف محليون، باتوا يرون انّ أول خطوة نحو الخروج من النفق الرئاسي قد تكون باقتناع الاقطاب الموارنة الأربعة بأنّ حظوظهم في الرئاسة استنفدت وانتفت ويجب البحث عن شخصية وفاقية من خارج الاصطفافات لتولي سدة الرئاسة.
وفي موازاة التخبط الرئاسي، ينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري أجوبة الاطراف السياسيين على اقتراحه “اجراء الانتخابات النيابية أولاً، على ان ينتخب المجلس الجديد رئيس الجمهورية”، ومن المقرّر ان يحملوها معهم الى طاولة الحوار الوطني في 21 حزيران، في حين سألت اوساط نيابية مستقلة عبر “المركزية” عن مصير الحوار اذا سقطت مبادرة بري.