Site icon IMLebanon

ازمة انتاج الحليب في لبنان

يشكو منتجو الحليب من غزو الأجبان المهرّبة غير المطابقة لمواصفات السوق اللبنانية، كما يعانون من استيراد الحليب البودرة وبيعه الى المستهلك على اساس انه حليب طازج.
منذ حوالى شهر، نقل منتجو الحليب مشاكلهم الى وزير الزراعة وتحدثوا عن معاناتهم في عدم تصريف الإنتاج المحلّي للحليب الطازج بسبب الاستخدام الواسع للحليب المجفف على حساب الحليب الطازج في التصنيع، ومسألة التهريب التي تؤثر على تنفيذ قرار إخضاع استيراد الأجبان البيضاء للإجازة المسبقة بالإضافة الى تحديد سعر استلام مصانع الألبان والأجبان للحليب الطازج.

ورغم ان وزير الزراعة أكرم شهيب ووزير الصناعة حسين الحاج حسن اتفقا أوائل أيار على إبقاء السعر المحدّد سابقاً لاستلام سعر ليتر الحليب الطازج على الف ليرة، والتأكيد على إخضاع استيراد الأجبان والألبان البيضاء الى إجازة تصدير مسبقة، ومراقبة مواصفات الألبان والأجبان، وإخضاع استيراد الحليب المجفف لشروط، إلا ان معاناة المزارعين لم تتوقف.

وقد نقلها أمس نواب البقاع الغربي جمال الجراح، أمين وهبي، أنطوان سعد وزياد القادري يرافقهم وفد من منتجي الحليب في البقاع الى رئيس الحكومة تمام سلام.

وقد أكد الجراح ان المزارعين يعانون بسبب الاستيراد الكثيف لمنتجات الألبان والأجبان من اوروبا ومن سوريا وعدم ضبط الحدود لمنع استيراد هذه المنتجات، وكذلك استيراد الحليب البودرة الذي يؤثر على الأسعار ومبيعات المزارعين، ما يكبّد هذا القطاع الذي تعتاش منه اكثر من 25 الف عائلة في البقاع والشمال خسائر كبيرة.

وقد أوضح النائب أمين وهبي لـ»الجمهورية» انه في عهد وزير الزراعة السابق، تم تحديد سعر شراء ليتر الحليب بـ1000 ليرة من المزارع، وكان هناك تعهد من قبل جميع أصحاب المصانع الالتزام بشراء الحليب من المنتجين بهذا السعر.

لكن بعض اصحاب المصانع يتذرع اليوم بتراجع الاستهلاك، لعدم شراء الحليب من المزارعين بهذا السعر، ويمتنع بالتالي عن شراء الحليب اللبناني ويستبدله بحليب بودرة ليتم بيعه للمستهلك على انه حليب طازج.

بالاضافة الى ذلك، اشار وهبي الى انه يتم إغراق السوق بالحليب ومشتقاته خصوصاً الحليب المعقم الخالي من المواد الحافظة، كما يتم استيراد الحليب البودرة بكميات كبيرة من اوروبا، ويتم تهريب كميات كبيرة من الاجبان عبر الحدود المفتوحة مع سوريا.

وقال ان المعلومات تشير الى وجود مخزون كبير من الحليب البودرة في لبنان، يكفي الاستهلاك المحلي لمدة عامين، مما يضرّ الانتاج الوطني ويتسبّب بخسائر كبيرة يتكبدها منتجو الحليب الطازج ويهدد لقمة عيشهم.

وفيما ذكر وهبي ان اجمالي انتاج هؤلاء المزارعين يوازي فقط 20% من استهلاك السوق المحلية، شدد على ان المزارعين لا يعارضون الاستيراد من الخارج، بل يطالبون بالحفاظ على حصتهم من الاستهلاك المحلي وان لا يحتلّ الاستيراد 100% من حاجة السوق، وان لا يستبدل اصحاب المصانع الحليب الطازج بالمستورد.

وفيما لفت وهبي أيضا الى وجود أنواع من الأجبان في السوق اللبنانية غير مطابقة للمواصفات، يتم تهريبها عبر الحدود، وهي عبارة عن صفائح من التنك تحتوي على حوالي 20 كلغ من الجبنة، اعتبر ان مشاكل منتجي الحليب تحتاج الى مزيد من النقاش مع وزراء الزراعة، الصناعة، الاقتصاد والصحة اضافة الى اصحاب المصانع.

وكان النائب الجراح قد أكد ان «الرئيس سلام أخذ بالإعتبار ملاحظات المزارعين الذين قدموا له مذكرة خطية بهمومهم ومشاكلهم»، واعدا بمعالجتها مع وزيري الزراعة والاقتصاد لإيجاد حل يضمن استمرار هذا القطاع ويضمن استمرار لقمة العيش لهم».

من جهة اخرى، زار الوفد رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر للوقوف على آخر التطورات في محطة تكرير الصرف الصحي في البقاع، والتي لها علاقة بتلوث نهر الليطاني.

واعلن الجراح لأهالي البقاع، «ان مرسوم الإبرام للقرض المموِّل لإقامة هذه المحطة في البقاع سيتم تلزيمه خلال اسابيع قليلة وسيتم الإعلان من البقاع عن جميع مراحل التنفيذ».