استضافت غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك لبنان والمهجر، نائب رئيس جمعية المصارف الدكتور سعد الأزهري، في حضور مقبل ملك ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والنائب سمير الجسر والدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، ورؤساء بلديات وشخصيات.
إستهل رئيس غرفة طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي كلمته مرحبا بضيف الغرفة، “الذي لنا شرف إستضافته من أجل العمل معا على تطوير أهدافنا وتطلعاتنا المستقبلية، من موقعنا كغرفة تجارة، ورجال أعمال وإقتصاديين وسياسيين”.
من جهته أكد الأزهري أن “هناك حاجة ملحة الى تطوير المدينة وتفعيل النشاط الاقتصادي فيها، خصوصا أن كل المؤشرات تؤكد من خلال النسب والأرقام أن قسما كبيرا من شرائحها الإجتماعية تعيش ظروفا صعبة، إلا أن المؤشرات التي تعنينا كمصرفيين هي تلك المتعلقة بنسبة القروض المقدمة الى المدينة ولبنان الشمالي، والتي تبلغ نحو 4% فقط من محفظة القروض المقدمة لكل لبنان، كما تبلغ نسبة الودائع لدى المصارف حوالي 6% من إجمالي الودائع، وأمام هذا الواقع الصعب كيف يمكننا كمصرفيين واقتصاديين وسياسيين وصناع قرار أن نعمل على قلب الواقع وتغييره نحو الأحسن، فقد وجدنا من خلال التجارب العملية أن أفضل وسيلة هي المضي في التطور نحو النمو الإقتصادي المستدام والشامل، إضافة الى مبادرات أو سياسات خاصة تهدف بالتحديد شرائح أو مؤسسات معينة كالطلاب أو الشركات الصغيرة وتعمل على توفير الدعم والتوجيه لها حتى تتمكن من تخطي المعوقات التي تواجهها والمضي في تقدمها”.
وأضاف: “ما أريد أن أقدمه هو آلية وبرنامج تتمثل بثلاثة مستويات: المستوى الأول يتلخص بالإستقرار النقدي والمالي المتمثل بسعر ثبات الصرف وأسعار الفائدة، وتوفير مناخ ملائم للإستثمار ومزاولة أعمال عن طريق تخفيف القيود والإجراءات الإدارية، ناهيك بالإدارة الرشيدة والنزاهة في أداء مؤسسات الدولة، وإعتماد سياسة إنفاق مجدية، أي التركيز على الإنفاق المثمر في البنى التحتية، والمستوى الثاني يرتكز على الأقطاب القطاعية الرئيسية في المدينة ومنها المنطقة الإقتصادية الخاصة التي بدأ التجهيز لها، والتي لعبت غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، من خلال رئيسها، دورا مساندا في إطلاقها كما رصدت الحكومة لها سلة تنموية قد تصل الى 60 مليون دولار، وتطوير مطار رينه معوض وتحويله الى مطار مدني ويوفر كل مستلزمات الشحن الجوي لمختلف السلع والبضائع الى داخل لبنان وخارجه، وتوسيع مرفأ طرابلس وبناء حوض ثان جديد له حتى يخفف من الزحمة والضغط على مرفأ بيروت، و تطوير مصافي النفط التي تنتج حوالي 25000 برميل يوميا فقط وتلبي معظم الحاجات النفطية في الشمال إلا أن المباشرة في التنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية والبدء بإنتاجه في المستقبل القريب سيعزز من إنتاجية هذه المصافي ويجعل منها قطبا رئيسيا للنمو في المدينة، والمستوى الثالث والأخير هو السياسات على الصعيد الجزئي التي تستهدف العائلات غير الميسورة التي تتلقى الدعم عن طريق مؤسسات حكومية أو هيئات غير حكومية او جمعيات المجتمع المدني، والمجموعة الأخرى هي التلامذة”.
ثم تحدث الأزهري عن إعادة إعمار سوريا، وان العملية “ستعود بالنفع على المدينة ولبنان الشمالي لان إحتياجات إعادة الإعمار ستكون ضخمة وأن إنجاح مشروع إعادة سوريا يعتمد على التخطيط المسبق والمدروس لعملية إعادة الإعمار بمشاركة المجتمع الدولي، وفي حال لم يتم ذلك فإن مصير إعادة إعمار سوريا قد يكون مشابها لم شهدته العراق بعد عام 2003”.
وأنهى حديثه معربا عن تفاؤله “بمرونة الإقتصاد اللبناني وقدرته على الصمود، وهذا ما يحفزنا على تصميم آليات والعمل على تنفيذها لإطلاق عجلة النمو الإقتصادي في مدينة طرابلس بالرغم من صعوبتها بسب الظروف التي نمر بها”.
ثم كان نقاش، ومداخلات لدرباس والجسر وملك وليلى سلهب.
جولة
كما كانت للأزهري جولة إطلع فيها على مختلف المشاريع والبرامج، ومنها “حاضنة أعمال الغرفة” (البيات) وإبتكارات رواد الأعمال من الشباب، والدور الذي تضطلع به “مختبرات مراقبة الجودة” تجاه السلامة الغذائية وإحترام المعايير المتعلقة بالجودة.