التقى وزير العمل سجعان قزي مدير عام منظمة العمل الدولية غي رايدر، وذلك في اطار اللقاءات التي يجريها، في مقر الامم المتحدة في جنيف لشرح الوضع اللبناني للمسؤولين الدوليين، في حضور رئيسة بعثة لبنان في الامم المتحدة والمنظمات الدولية السفيرة نجلا عساكر والمديرة الاقليمية للمنظمة ربى جرادات.
قزي
بعد الاجتماع، قال قزي: “ان المسؤولين الدوليين لديهم حتى الان مع الاسف وجهة نظر واحدة حول موضوع النازحين السوريين في لبنان، وليسوا على اطلاع على فداحة الوضع اللبناني ونسبة البطالة والفقر في البلاد، أما لان ممثليهم يرسلون اليهم تقارير حول القمر، واما لان بعض المسؤولين اللبنانيين يتحدثون معهم عن المساعدات المالية دون أن يضعوهم في جو تداعيات الازمة السورية على لبنان”.
أضاف: “لاحظت بأن السيد رايدر كان ممتنا وسعيدا لاطلاعه على المعلومات والمعطيات التي زودته بها، وأبلغني بأنه سيكون الى جانب لبنان في دفاعه عن اليد العاملة اللبنانية وتخفيض نسبة البطالة، ونتيجة ذلك سيدرس زيارة لبنان وعقد اجتماعات في هذا الشأن”.
وكان قزي القى كلمة لبنان أمام مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف في دورته الـ 105، حيث لقيت كلمته ترحيبا وتصفيقا لافتين من الوفود العربية والاجنبية. وقال: سأتحدث في خمس دقائق عن ثلاث قضايا. قضية عمرها خمس سنوات هي النزوح السوري الى لبنان. وقضية عمرها سبعون سنة هي اللجوء الفلسطيني الى لبنان. وقضية عمرها ستة الاف سنة هي الوجود اللبناني”.
أضاف: “في القرن الواحد والعشرين لا يجوز أن لا تحترم حقوق الانسان. أن لا نؤمن كل الضمانات للعاملين. أن نميز بين الهويات والجنسيات والاثنيات والالوان. أن نمنع العمل عن كل طالب عمل. انما التضامن الاجتماعي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الوضع الوطني لكل دولة، اذ ليس بخلق قضية أخرى ومأساة أخرى نحل قضية اولى ومأساة اولى”.
وتابع: “اليوم الذين قرأوا الصحافة في سويسرا وفي جنيف بالتحديد وقعوا على خبر أن سويسرا تفكر بالعودة الى اعطاء الافضلية لليد العاملة السويسرية، لان نسبة البطالة في سويسرا وفي جنيف بالتحديد بلغت 3،7 بالمئة عوض 3،4 بالمئة، فما قولكم ولبنان ونسبة البطالة فيه 25 بالمئة بعدما كانت 32 بالمئة في العام 2014، ومع كل ذلك تأتي بعض المنظمات من خلال المعايير الدولية وتطلب منا أن نستوعب كل يد عاملة موجودة على أرض لبنان”.
وأردف: “نحن مع التضامن مع الاشقاء العرب ومع الاصدقاء في العالم، ولكن لبنان لم يكتب له أن يتحمل أخطاء الاخرين وأخطاء الانظمة والتطرف والارهاب، واخطاء الدول الاقليمية والكبرى التي تخرب كيانات دول الشرق الاوسط”.
وأكد أن “منظمة الامم المتحدة وكل المنظمات التابعة لها، لا يجب أن تكون المكان المناسب لتغطية أخطاء الدول الكبرى والدول التي تختلق الحروب وتطلب من الامم المتحدة تغطيتها. يجب أن تكون الامم المتحدة مع الدول الصغيرة قبل أن تكون مع الدول الكبرى، والامم المتحدة عبر منظماتها يجب أن تكون مع الشعوب قبل أن تكون مع الحكومات”.
وقال قزي: “من هنا من هذا المنبر بالذات أوجه ندائي الى كل المنظمات، لا سيما الى منظمة العمل الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بأن ينتقلوا بمنطقهم وتفكيرهم وجدليتهم من مشروع تثبيت النازحين واللاجئين حيث هم، الى مشروع إعادة النازحين واللاجئين الى أوطانهم، لان اوطانهم أحق بهم من أوطان الاخرين. لا يجوز ان يبقى الشعب الفلسطيني مشردا، لان العالم عاجز عن فرض قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولا يجوز أن يبقى الشعب السوري نازحا لان العالم لا يريد حلا للحرب في سوريا”.
أضاف: “من هنا نقترح بالنسبة للنازحين السوريين في لبنان، أن لا يطلب منا أن نتحمل أكثر، انما ان تنشأ ارادة دولية لإقامة منطقة عازلة داخل سوريا تستوعب النازحين. فلا تدعوا لبنان يسقط، لان سقوط لبنان في الشرق الاوسط، هو سقوط للديموقراطية، وللتعايش الاسلامي – المسيحي، وللنموذج الحضاري”.
وختم: “جئت أقول لكم هذه الكلمات البسيطة لكي أوجه ندائي من هنا الى الامم المتحدة ومنظماتها، لنقول لها لا نريد مالا انما نريد حلولا لشعوب المنطقة ولسيادة لبنان”.
مأدبة غداء
واقامت السفيرة نجلا عساكر مأدبة غداء لقزي والوفد المرافق له في مقر السفارة. كما استقبل الوزير قزي اللبنانيين واللبنانيات العاملين في منظمات الامم المتحدة في جنيف.