أكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص أنّ “المعركة مع الإرهاب طويلة ومضنية”، مضيفاً: “هذا يستشف من المعطيات العسكرية الميدانية، والمواقف السياسية الدولية المتعارضة، وتباين المواقف المحلية مما يدور حولنا من نزاعات وصراعات، وانعكاساتها السلبية التي وزعت الدول والشعوب وفق اصطفافات عرقية أو طائفية أو مذهبية، بعيدا كل البعد من المعايير الإنسانية والأخلاقية”.
المشنوق، وخلال حفل تخريج 970 رقيباً من الدفعة الأولى من دورة الرقباء المتمرنين، أقيم في معهد قوى الأمن الداخلي في عرمون، قال: “كل تلك المعطيات والتحولات على الرغم من تسارعها تشير إلى أنّ الحلول ليست بقريبة، إنّما تسير وفق مجريات خطيرة، تنذر بتفتيت دول المنطقة وتهجير قاطنيها، وتدمير بناها التحتية وطمس تراثها وثقافتها المتوارثة. وهذا يملي على جميع الجهات المعنية دولية وإقليمية ووطنية وعي خطورة المرحلة، والسعي إلى تجنيب المنطقة ولبنان المخاطر المحدقة، والتعامل بحكمة وترو مع المتغيرات والمستجدات السياسية والأمنية القادمة”.
وتابع: “كما نجحنا في قوى الأمن في تجاوز الكثير من الصعوبات، ومجابهة العديد من المخاطر التي كانت تقف خلفها تنظيمات إجرامية منظمة، وفككنا الكثير من الشبكات التابعة لها، وأحبطنا العديد من المخططات، وأوقفنا أعداداً كبيرة من كبار المجرمين الضالعين في جرائم مختلفة كالإرهاب، والمخدرات، والاتجار غير المشروع بالأسلحة، والاتجار بالبشر وجرائم المعلوماتية وغيرها من الجرائم، وقد أنزلنا في صفوف المجرمين خسائر كبيرة، وفي المقابل قدمنا عدداً من الشهداء والمصابين في معارك وتحديات لم نخترها بل فرضت علينا، وقدرنا أن نبقى لها بالمرصاد وعلى أهبة الاستعداد للتصدي لها حيث تقتضي المواجهة”.
ولفت بصبوص الى أنّ “دور قوى الأمن لا يقتصر على مجابهة الجريمة بمختلف أشكالها وصورها، إنما لهذه المؤسسة دور أساسي وفاعل في تسيير الشؤون الحياتية اليومية للمواطنين وتسهيلها، كما تؤدي دوراً جوهرياً في الاستحقاقات الوطنية الرئيسة، والتي كان آخرها الانتخابات البلدية والاختيارية حيث قامت قوى الأمن الداخلي وبمشاركة فاعلة من الجيش اللبناني بمهام توطيد الأمن وحفظ النظام وحماية مراكز الاقتراع وتوفير الجو الملائم لسير العملية الانتخابية، والتي جرت في أجواء من الديمقراطية وحرية التعبير، والتي لاقت ارتياحاً عارما لدى جميع المواطنين، وشجعتهم على القيام بممارسة حقهم الدستوري، وفي هذا الإطار نأمل أن تكون هذه الانتخابات وما رافقها من استقرار أمني حافزاً للسير بمختلف الاستحقاقات الدستورية”.
وختم مشدداً على أنّ “المديرية العامة حريصة كل الحرص على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، ولن تتوانى أبداً عن محاسبة الفاسدين والمقصرين والمخلين بواجبات الوظيفة وكل من يسيء استغلال السلطة لمآرب شخصية”.