أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أنه “لا شك في أن الحروب والأزمات الإقليمية التي لا تزال تعصف بالمنطقة العربية، وغياب آفاق الحلول السياسية لها في المدى المنظور على الأقل، قد أرخت بظلالها على جميع بلدان المنطقة، وطاولت بشظاياها الجوار الأوروبي على الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، سواء على المستوى الأمني المتمثل بتمدد الإرهاب إلى هذا الجوار واستهدافه عددا من دوله الصديقة، أم على المستوى الاقتصادي والإجتماعي المتمثل بتدفق موجات كبيرة من النازحين إليه. أما بالنسبة إلى لبنان، فهو كما يدرك الجميع، في قلب هذا المشهد المأسوي، إذ تحمل ولا يزال، ما لا طاقة له على تحمله من الأعباء، خصوصا تجاه تدفق ما يزيد عن مليون ونصف مليون لاجئ سوري إلى أرضه، وتجاه التحديات التي فرضها وجود التنظيمات الإرهابية على حدوده الشرقية، ومحاولاتها المستمرة جعل لبنان جزءا من مشاريعها التدميرية”.
قهوجي، وفي احتفال إطلاق مشروع تنفيذ الهبة الأوروبية المقدمة الى الجيش والمديرية العامة للأمن العام في مجال دعم القطاع الأمني، في نادي الضباط – اليرزة، قال: “لقد كان قرارنا الحاسم منذ الأساس، أن نحمي لبنان من هذه الأخطار، بكل الإمكانات المتوافرة ومهما بلغت التضحيات، فكانت عين الجيش ساهرة على الحدود التي تمثل السياج الأول للوطن، حيث واجهنا التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم، واستطعنا في جميع المعارك إلحاق الهزيمة بها، وصولا إلى محاصرتها في مناطق محددة على السلسلة الشرقية، وشل قدراتها ومبادراتها القتالية إلى أكبر قدرٍ ممكن”.
وأضاف: “معركتنا مع الإرهاب ماضية إلى الأمام ولا هوادة فيها، ولن تتوقف إلا بالقضاء على تجمعاته وشبكاته التخريبية، وأي نشاط يقوم به على الحدود وفي الداخل. ونحن نعتبر هذه المعركة أولوية مطلقة لدى الجيش، كما نعتبرها جزءا من جهد لبنان في إطار جهود منظومة المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يتربص شرا بالإنسانية جمعاء”.
أما المدير العام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم فقال: “”يعيش لبنان أدق مراحل تاريخه الحديث وأخطرها من خلال مواجهته الإرهاب الذي يتهدده دولةً ورسالةً حضارية، في مواجهة عقل إلغائي لا يعترف بالتنوع والتفاعل الحضاري بين الثقافات. في معركته الشرسة هذه ينوب لبنان عن العالم عموما وأوروبا خصوصا، لا سيما في منع الهجرات غير الشرعية. وطننا آخر شطآن المتوسط التي يمكن لأوروبا ان تأمن منها، وهذا ما يحتم على الجميع مد يد العون اليه لحماية القيم الإنسانية والفكرية المهددة بالزوال اذا لم نحسن التصرف، ووضع المشاريع المشتركة التي تحصن بلدنا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وطبعا الامنية. وما المشروع الذي نحتفل اليوم بإطلاقه سوى نموذج العمل المشترك”.
وتابع ابراهيم: “أتوجه بالشكر الى الإتحاد الأوروبي وممثليه في لبنان على اطلاق هذا المشروع وتمويله. وأشكر مسؤولي الشركة المنفذة CIVIPOL CONSEIL، التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، بالتعاون مع الفريق اللبناني، على الجهد الذي سيبذلونه في مجالات التدريب والخبرات التقنية،لانجاح هذا المشروع”.
سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن التي حضر الاحتفال قالت بدورها: “يقف الجيش والامن العام في مقدم القتال ضد الارهاب والسيطرة على الهجرة غير الشرعية والاستقرار الداخلي للبلاد، عبر تقديم الدعم للجيش والامن العام نكون قد ساعدنا في تعزيز قدراتهما ما سيكون له تأثير على حياة اللبنانيين اليومية. ان الاتحاد الاوروبي يساهم في قطاع الامن عبر عدد من المشاريع التي تختلف من مسائل الادارة الشاملة للحدود. الى الدفاع الكيميائي والبيولوجي والاشعاعي والنووي، الا ان المشروع الذي نطلقه ليس مجرد اضافة بسيطة لدعمنا بل هو مشروع رائد ومميز بطبيعته هو مميز اذ انه يقدم مقاربة مشتركة بين الوكالات ورائد لانه مثال نادر ان لم يكن المثال الوحيد ان الدعم المباشر الممنوح من الاتحاد الاوروبي”.