طوني رزق
تمكنت الولايات المتحدة الاميركية من لجم حروب العملات مع الضغوط الكبيرة التي مارستها على الصين في البدء واليابان أخيراً. امّا حرب الاسعار والحصص في اسواق النفط فما زالت دائرة، وذلك مع اتحاد الدول لتعزيز الحصص في الاسواق من خلال توفير القدرة على البقاء للشركات الاميركية خصوصاً.نجحت الولايات المتحدة الاميركية في لجم حرب العملات وسط إقبال من دول كثيرة على تخفيض سعر صرف عملاتها لتعزيز قدرتها التنافسية في الاسواق التجارية العالمية. وكانت أحدث التحذيرات تلك التي وجّهتها الى اليابان التي كانت تتجه للجم ارتفاع الين الياباني.
غير انّ حرب اسعار النفط تتقدم حالياً على حروب العملات، مع اتجاه منطمة اوبك على الاستمرار بضخ النفط بهدف تدمير الشركات الاميركية التي يناهز عددها الاربعماية شركة، والتي تنتج النفط الصخري وتضخّه في الاسواق دافعة الولايات المتحدة الاميركية لتحتل المرتبة الاولى في تصدير النفط الى جانب المملكة العربية السعودية.
مع انعقاد اجتماعات منظمة اوبك تنقسم الآراء حول نيتها بوضع سقف للانتاج بغية لجم هبوط الاسعار، إذ تحرص المنظمة على الاحتفاظ بحصتها في الاسواق العالمية، غير انّ ذلك يضر كثيراً بأعضاء من المنظمة نفسها، مثل انغولا وفنزويلا ونيجيريا. اذ لا تستطيع هذه الدول، التي تعتمد على انتاج النفط وتصديره، اللجوء الى سياسات لتنويع مداخيلها المالية وقطاعاتها الاقتصادية.
وعليه، لا يتوقع ان تعمد المنظمة الى خفض الانتاج خصوصاً انّ ايران ترفض ذلك والعراق تحاول رفع إنتاجها لحاجتها الى السيولة. فهل يحضر ذلك لموجة هبوط قاسية لأسعار النفط العالمية مجدداً؟ هذه الاسعار التي كانت تراجعت مطلع العام الحالي الى مستوى 27 دولاراً للبرميل قبل ان تعود للانتعاش الى مستوى 49 دولاراً حالياً.
وتطالب الدول المنتجة للنفط بأسعار لا تنخفض عن الـ 60 دولاراً لتحقيق نوع من التوازن، بينما تطالب دول اخرى بمستويات تناهز المئة دولار للبرميل.
امّا التوقعات فتشير الى انّ اسعار النفط تتراوح ما بين 35 دولاراً و50 في الفترة المتبقية من العام 2016.
الاسواق العالمية
توقف الدولار الاميركي عن التراجع واتجه للارتفاع امام العملات الرئيسية الاخرى، بعد بيانات اقتصادية اميركية عن الصناعة جاءت ايجابية وأعطت دفعاً لتوقعات رفع اسعار الفائدة. وفي تداولات بعد الظهر كان اليورو يتراوح حول مستوى إقفاله السابق صعوداً وهبوطاً، وتراجع الدولار الاوسترالي 0,65 % الى 0,7210 دولار وتراوح الدولار حول الاقفال السابق على 0,9876 فرنك سويسري.
امّا الجنيه الاسترليني فارتفع 0,28 % الى 1,4457 دولاراً، كذلك كان الدولار منخفضاً 0,52 الى 108,97 ين ياباني، غير انّ الدولار اتجه للتراجع في التداولات اللاحقة.
الذهب والنفط
فكان ذلك كفيلاً باستعادة الذهب أنفاسه ليرتفع بعد ظهر امس بنسبة 0,39 % الى 1219,40 دولاراً للأونصة، كذلك زادت الفضة بنسبة 0,77 % الى 16,05 دولاراً ولجمت مخاوف رفع الفائدة تحقيق اي مكاسب اكبر.
اما في اسواق النفط فساد الترقب والحذر قبَيل اجتماع لمنظمة اوبك، وفي حين كان نفط برنت الخام مرتفعاً 0,14 % الى 49,79 دولاراً للبرميل كان نفط نايمكس منخفضاً 0,06 % الى 48,98 دولاراً للبرميل.
بورصات الاسهم العالمية
وكما هو متوقع ونتيجة لارتفاع الين الياباني، تراجع مؤشر نيكي في بورصة طوكيو امس بنسبة 2,32 % الى 16562,55 نقطة. وكان الين استفاد من تأجيل السلطات اليابانية لقرار رفع الضريبة على المبيعات. امّا مؤشر شانغهاي في الصين فكان مرتفعاً 0,40 % الى 2925 نقطة.
كما كان مؤشر هانغ سنغ في بورصة هونغ كونغ مرتفعاً 0,47 % الى 20859 نقطة. وفي اوروبا تباين أداء البورصات الرئيسية مع إبقاء البنك المركزي على اسعار الفائدة مستقرّة من جهة ومع ترقّب الاسواق قرارات منظمة اوبك.
فكان مؤشر داكس الالماني منخفضا 0,15 % الى 10189 نقطة، وكان مؤشر فوتسي البريطاني مرتفعا 0,20 % الى 6204 نقطة، وكان مؤشر كاك الفرنسي منخفضا 0,20 % الى 4466,49 نقطة.
بورصة بيروت
ومع تسجيل تحسن في نشاط بورصة بيروت مقارنة مع الجلسات السابقة، حققت الاسهم اللبنانية اداء أفضل قليلاً وسجّل تبادل 25 عملية بيع وشراء تناولت سبعة اسهم ارتفع منها 5 اسهم وتراجع سهم واستقر آخر.
وزادت اسهم سوليدير الفئة (أ) 0,5 % وتراجعت الفئة (ب) 0,1 % الى 9,91 و9,83 دولارات على التوالي.
وارتفعت اسهم بنك بيروت العادية 0,21 % الى 18,80 دولاراً واسهم بيبلوس العادية 1,23 % الى 1,64 دولار وزادت ايضاً اسهم بيبلوس الفئة 2008 و2009 بنسبة 0,09 % و0,79 % على التوالي.