IMLebanon

نتائج الإنتخابات… تمرد ورفض وإنتفاض!

ashraf-rifi-tripoli-elections

كشفت أرقام نتائج صناديق الانتخابات البلدية والاختيارية الاخيرة، النقاب عن توجهات جديدة في الشارع على طول الخريطة اللبنانية من دون استثناء، عمودها الفقري حسب ما تقول أوساط سياسية مستقلة مراقبة للوكالة “المركزية”، رفض الاحاديات أو الثنائيات السياسية التي همّها الاول تحويل سلطتها في مناطق نفوذها أمراً واقعاً غير قابل للنقاش، من جهة، وتحبيذ الخيارات المعتدلة لا المتطرفة من جهة أخرى.

وفي وقت تعتبر انّ “الاحاديات في الطوائف قد تشكّل في أغلب الاحيان عنصر توتير يدفع نحو مواجهات في البيت الواحد، كما انّها قد تقوّض طموح الشباب، ناهيك عن سعيها الدائم الى الإطباق على الاصوات والشخصيات المستقلة”، تشير الاوساط الى انّ ما أفرزته “البلديّة” أظهر وعياً متنامياً في صفوف كل مكونات الفسيفساء اللبناني، حيث عكست الارقام تصديَ الشارع، وبنسب لافتة، للثنائيات والاحاديات المفروضة عليه ورفض اختصاره بأحزاب تحتكر تمثيله، وميله نحو خيارات مستقلة أخرى ونحو قوى المجتمع المدني.

وفي قراءة مبلورة، توقفت الأوساط عند ما حملته الصناديق في الجنوب والبقاع والضاحية وغيرها من مناطق نفوذ “حزب الله” و”حركة أمل”، اذ دلت الى انّ الناس باتت ترفض المشاريع السلطوية أوالاجندات الخارجية والشعارات السياسية التي لم تعد عملة مرغوبة، بل أولويتها باتت للانماء والتطور… الواقع عينه، ظهر في الشارع السنّي الذي لم يتحمس لانتخابات بيروت أو صيدا كما كان يطمح “تيار المستقبل”، والتجلي الاقوى لهذا التوجه برز في طرابلس حيث انتفض الناس على قيادات المدينة التقليديين الذين اجتمعوا في لائحة واحدة، وآثروا المجتمع المدني والشخصيات المستقلة الذين تبنى خيارهم أيضا اللواء أشرف ريفي. وفي الانتقال الى النطاق المسيحي، فقد واجه حلف “التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية” بدوره، صعوبات كثيرة في المعارك التي خاضها ولم يشكّل الـ”تسونامي” الذي كان يتوقّعه.

الاطراف السياسيون كلّهم أصابتهم نتائج الانتخابات في الصميم، تتابع الاوساط، حتى من حاولوا اللجوء الى تحالفات لتفادي المعارك وتحسين حظوظهم بالفوز لم يسلموا من شظايا النتائج المفاجئة. وتضيف: “تصويت الناخبين، لا سيما في طرابلس، يشكّل رسالة تختصر نبض الشارع اللبناني برمّته ويجب استخلاص العبر منها. فالمواطنون لجأوا الى خيار اللواء اشرف ريفي، ليس حباً به فحسب، بل نظراً للحالة الجديدة والسيادية التي جسّدها، في وجه أمر واقع أنهكهم ولم يقدّم لهم ما يرضي أصغر طموحاتهم، معتبرةً انّ الوزير المستقيل نموذجٌ عن نَفَس الشارع اللبناني الذي مارس انتخاباً “رفضياً” وآثر موجات الخيارات البديلة والتمرد على تلك التقليدية المعلّبة، في غالب المناطق اللبنانية. واذا كان البعض يعتبر انّ نتائج “البلدية” لا يمكن البناء عليها “نيابياً”، فانّ الاوساط تشير الى انّ هذه “الحالة الرفضية” مرجحة للاستمرار في الاستحقاق الانتخابي المقبل.. والاجدى بالقوى السياسية اعادة النظر في حساباتها”.