انخفض سعر كيلوغرام الحليب الطازج المستخرج من البقر، إلى 700 ليرة، أي أقل من كلفته البالغة 850 ليرة، بنسبة 18%. يرتّب ذلك خسائر ضخمة على مربي الأبقار الذين اعتصموا أمس في شتورا من أجل وضع حد لابتزاز أصحاب معامل الالبان والاجبان للمزارعين.
المزارعون لمّحوا إلى أنهم سيمنعون توزيع منتجات “مزارع تعنايل” التي تبتزّهم وتشتري الحليب بأسعار بخسة.
قبل سنوات كانت وزارة الزراعة توفّر الحماية لمربي الأبقار، فكان سعر كيلوغرام الحليب الطازج 1200 ليرة. يومها كانت كلفة الإنتاج، من مواد علفية وكلفة استثمار وكلفة تشغيل وإدارة وسواها، تبلغ 900 ليرة، أي إن ربحية الكيلوغرام الواحد كانت تبلغ 33%، لكن زوال هذه الحماية أدّى إلى انخفاض الأسعار اليوم إلى 700 ليرة، أي تحت سعر الكلفة، أي إن الخسائر في القطاع ضخمة جداً وتفوق طاقة المزارعين.
عماد القادري صاحب مزرعة في قب الياس، يقول: “نحن نربّي أرواحاً معرضة للموت والمرض، يعني ما “بتوقف الكلفة بس على ثمن العلف، أو أتعاب وأدوية”. سنوياً ينفُق من أصل 25 رأس بقر رأسان او ثلاثة رؤوس”. هذا النمط ليس مصدر الأزمة إذ يشير القادري إلى أن وزارة الزراعة، في عهد الوزير حسين الحاج حسن دعمت المربين بالأدوية والتطعيم، لكن “هذه الكلفة صارت على عاتق المربين حالياً». وهذا الأمر سمح لمعامل الألبان والأجبان الكبيرة بأن تستغل مربي الأبقار أكثر. “لم يعد يكفيهم أنهم يشترون منا الحليب بنصف سعره الاصلي، حتى يخلطوا ضعفي الكمية بحليب البودرة». بعض مربي الأبقار يؤكدون أن المعامل تفرض عليهم سعر كيلوغرام الحليب بـ500 ليرة، فيما يباع للعموم بــ700 ليرة. عابد المجذوب يربي في البقاع الغربي 150 رأس بقر، ويقول إن تصريف الإنتاج يفرض عليه بيع “كيلوغرام الحليب بسعر 500 ليرة للمعامل. خربان بيوت». سبب تدني السعر في رأي المجذوب يعزى إلى الحملة التي شنّها وزير الصحة وائل أبو فاعور عندما أقفل المعامل الصغيرة ما أتاح للمعامل الكبيرة استغلال حاجات المزارعين الضرورية. ويناشد عضو نقابة مربي الابقار والمواشي محمد خير الجراح، وزير الزراعة أكرم شهيب وضع خطة لتوحيد السعر وإلزام المعامل بشراء إنتاج الحليب بالسعر المحدد، ووقف استيراد حليب البودرة. المعتصمون هددوا بالتحرك والتصعيد بقطع الطرقات اذا لم تبادر وزارة الزراعة لحل المشكلة خلال الايام المقبلة، ملمّحين إلى أنهم سيمنعون توزيع منتجات “مزارع تعنايل” التي تعدّ أكبر معمل ألبان وأجبان في لبنان. وأوضح بعضهم أن مدير المعمل هنري أبو خاطر “يبتزّ المزارعين ويستغل غياب الدولة ليشتري الحليب منهم بسعر 500 ليرة، مقابل تهديدهم بانتاج مزارعه التي تحوي نحو 5 الالف رأس بقر”.