IMLebanon

الموسم الانتخابي يحرّك بعض القطاعات الاقتصادية

electionsad
طارق ابو حمدان

ضجّت مطبعة أنور، المخصصة لتجهيز الإعلانات، المتعددة الأنواع والأشكال في المنطقة الحدودية، بالمرشحين للمجالس النيابية والاختيارية، والذين قصدوها بالمئات، من أجل تحضير صورهم الانتخابية الملونة والمتعددة القياسات والأحجام، أو لافتاتهم التي حملت عبارات الود المصطنع والتملّق الكاذب، ناهيك عن نسخ وطبع مئات آلاف اللوائح التي تحدّد أسماء المرشحين، والقمصان والقبعات التي زيّنت بصورهم وشعاراتهم، إضافة الى العديد من حاجيات هذا الاستحقاق الانتخابي ومستلزماته.
الموسم الانتخابي، يقول صاحب هذه المطبعة، كان فرصة ذهبية، حركت الكثير من القطاعات الاقتصادية، بخاصة الصناعية والتجارية، بعد جمود قاتل بتنا خلاله عاجزين عن دفع بدل إيجار المطبعة، كما عملنا على تقليص وتخفيض رواتب الموظفين وخففنا من أعدادهم. يضيف «زبائن هذا الاستحقاق الانتخابي، كرماء بدت عليهم النعمة، لم يجادلوا بالأسعار ولم يساوموا، همهم إنجاز طلباتهم بسرعة، قبل أن يباغتهم اليوم الانتخابي».
المطاعم والأفران كذلك أسواق الخضار والحلويات، استفادت من الدورة الانتخابية، بحيث غصت بالزبائن، كما يقول جورج صاحب متجر صغير في وسط بلدة كوكبا بجانب المركز الانتخابي، كانت الطلبات بالجملة ونقداً، لقد تحرك هذا القطاع،عوّضنا خلاله عن خسائر تكبدناها، لكن ما العمل فهذا الموسم يمر سريعاً، وإيجابياته محدودة لفترة زمنية قصيرة.
المهاجرون اللبنانيون الى دول الاغتراب بخاصة دول الخليج العربي، نعموا في هذا الاستحقاق كما يقول ابو خالد صعب من بلدة شبعا، «بتذاكر سفر ذهاباً وإياباً واقامات مجانية لأيام عدة، قضيناها بين اهلنا وفي قرانا، جاء ذلك بعدما قرر العديد من المرشحين للمجالس البلدية، طلب نجدة ومساعدة المغتربين في معاركهم الانتخابية، عبر رفع نسبة مؤيديهم، ليضمنوا عندها الفوز».
قاسم مسؤول عن احدى الحملات الانتخابية في المنطقة الحدودية، يكشف ان احد المرشحين، تمكن من استقدام ما بين الـ 500 الى 700 ناخب من الكويت ودبي وقطر، وصلوا الى مطار بيروت الدولي، قبل يومين من موعد الاستحقاق، ومنهم من وصل صباح اليوم الانتخابي». يضيف: إننا نتحمل ثمن تذاكر السفر بالاتجاهين، وحجز الطائرات ودفع بدل إقامة ومصاريف اخرى، كلفة ناخب مهاجر كهذا، تتراوح بين الـ 600 إلى 1000 دولار أميركي، لكن الفوز بالنسبة إلينا أهم بكثير من هذه الكلفة.
المغتربة الى دبي ام حسن دلة (50 عاماً)، اشادت بخطوة استقدام المهاجرين، قالت أنا اعيش في دبي منذ أكثر من عشر سنوات، وعندما اتصل بزوجي أحد المرشحين، طالبا مساعدتنا في معركته الانتخابية، وهو بحاجة لعشرات الناخبين للفوز، لم نتردد أبداً، وصلنا إلى بلدتنا، زرنا أهلنا والأقارب، أدلينا بأصواتنا فكان التفوق، لمن دفع بدل السفر والإقامة، أمضينا ثلاثة ايام في ربوع قريتنا، لنسلك بعدها طريق العودة الى حيث نعمل».
الطبقة الفقيرة اللبنانية استفادت أيضا من العملية الانتخابية، كما يشير حسن وهو والد لـ 5 اولاد، عاطل عن العمل منذ سنتين بسبب مزاحمة اليد العاملة السورية، «رفضت كما الكثير من أمثالي، المشاركة في الانتخابات، ليس لي ناقة ولا جمل فيها، الفائزون سيستفيدون لاحقاً من خيرات البلدية، أما نحن فنصفق لهم فقط، لقد عرض علي مبلغ 100 دولار مقابل الإدلاء بصوتي، وبعد مساومة طويلة، استمرت ساعة قبل موعد إقفال الصناديق، ارتفع عندها بدل الناخب، دفع لي المرشح 200 دولار ولزوجتي 200 دولار. إنه مبلغ جيد، نأمل بأن يتكرر سريعاً». «هذه الرشوة الانتخابية والتي يعاقب عليها القانون اللبناني، انتشرت بكثافة في هذا الاستحقاق»، كما يقول حاتم المرشح للمجلس البلدي في إحدى قرى مرجعيون، ملايين الدولارات صرفت في سوق الرشوة، والتي طاولت كما يوضح، إضافة إلى الطبقة الفقيرة من المواطنين، أقطاباً سياسية وعائلية لها نفوذها، لكن عيون الدولة كما أشار كانت حاضرة، «لقد تمكنت الأجهزة المعنية، من اعتقال عدد محدود من الراشين، لكن مثل هـــؤلاء تقف خلفــهم عادة، جهات سياســــية نافذة تـــحدّ من محاكمتهم ومن فترة اعتقالهم».