دلال ابو غزالة
رفع الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أمس توقعاته لأرباح شركات الطيران لهذه السنة من 36.3 بليون دولار في كانون الأول الماضي إلى 39.4 بليون، نتيجة تراجع أسعار الوقود والطلب القوي على السفر. وأكد خلال اجتماعات الجمعية العمومية التي بدأت في العاصمة الإرلندية دبلن أمس، أن عائدات القطاع «تجاوزت 709 بلايين دولار بهامش ربح نسبته 5.6 في المئة للعام الخامس على التوالي، علماً أن أرباح شركات الطيران بلغت 35.3 بليون دولار العام الماضي.
ورجح الاتحاد أن «تتخطى أرباح شركات الطيران العربية 1.6 بليون دولار في مقابل 1.4 بليون العام الماضي، وأن ترتفع القدرة الاستيعابية لشركات الطيران العربية بمعدل 12.2 في المئة، مع ازدياد الطلب على الطيران في المنطقة بنسبة 11.2 في المئة».
ولم يستبعد المدير العام للاتحاد توني تايلر، أن «تتأثر تنافسية شركات الطيران الخليجية بفعل انعكاس تراجع أسعار النفط على اقتصادات المنطقة، ما دفع حكومات المنطقة إلى فرض ضرائب على قطاع الطيران». لكنه أكد أن الشرق الأوسط «سيبقى واحداً من أسرع المناطق نمواً، سواء في عدد الركاب المتوقع زيادته بنسبة 4.6 في المئة سنوياً حتى عام 2034».
وعلى رغم ازدياد أرباح القطاع، اعتبر تايلور أن «هوامش ربح شركات الطيران العالمية، لا تزال متواضعة مقارنة بهوامش ربح القطاعات الاقتصادية الأخرى». وأشار إلى أن القطاع «بات أكثر مقاومة للتحديات من السابق، نتيجة تراجع أسعار النفط وارتفاع عدد المسافرين وضخ أموال كثيرة لتحسين وضعه».
ورأى أن «هامش ربح كل مسافر لا تتجاوز 10 دولارات، ما يساوي سعر أربعة أكواب قهوة «إكسبرسو» في مدينة دبلن، ما يدل على محدودية هوامش الربح». وعلى رغم الأرباح الجيدة، لفت إلى أن شركات الطيران «أيقنت أن أسعار النفط المنخفضة لا تحل مشاكل القطاع، لأن ارتفاع سعر صرف الدولار شكل تحدياً لبعضها خصوصاً تلك الأوروبية والآسيوية».
وشغل موضوع أمن الطائرات والمطارات أقطاب صناعة الطيران خلال اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي، خصوصاً بعد حادث الطائرة المصرية الشهر الماضي، والتي لم تتمكن فرق البحث والإنقاذ حتى الآن من العثور على الصندوقين الأسودين لتحديد سبب تحطمها.
وقال تايلور في تصريح إلى «الحياة»، إن العاملين في الصناعة «يبحثون دوماً عن أساليب جديدة لتطوير سبل الحفاظ على أمن المسافرين والطائرات وسلامتهم، ومعها تطوير تقنيات أسرع للعثور على الحطام، خصوصاً عندما تتحطم الطائرة في البحر».
وأوضح أن شركات الطيران «لا تنتظر إصدار قوانين من الاتحاد في شأن السلامة، بل تطور هذه التقنيات بذاتها». واعتبر أن «ليس ممكناً التدقيق في كل المعلومات المتدفقة من مئات الآلاف من الطائرات المحلّقة في الأجواء يومياً، لكن يمكن تطوير أساليب تساعدنا في الحصول على المعلومات التي نحتاج إليها».
ولفت نائب الرئيس للسلامة والعمليات في «إياتا» جيلبرتو لوبيز، إلى أن المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) اعتمدت «أحكاماً جديدة لتلافي فقدان طائرات الركاب، بإدخال تعديلات على الملحق السادس من «اتفاق شيكاغو» لتشغيل الطائرات، ستطبق عام 2021 وستكون إلزامية».
وأوضح أن الطائرات «ستكون بموجب الشروط الجديدة مزودة بأجهزة مستقبلة للتتبع، يمكنها نقل معلومات بصورة مستقلة عن موقع الطائرة مرة كل دقيقة على الأقل، وتكون مجهزة بوسائل تمكنها من استرجاع بيانات «مسجل الطائرة» وإتاحتها في الوقت المناسب، فضلاً عن تمديد فترة تسجيلات الصوت في مقصورة القيادة إلى 25 ساعة لتغطي كل مراحل الرحلة». وأشار إلى أن معظم هذه التقنيات والتكنولوجيا «متوافرة حالياً في السوق، لكن تطبيقها قد يستغرق وقتاً وربما تكون مكلفة، لكن ستعود بالنفع على الصناعة».
وعلى رغم انتعاش القطاع، ركّزت اجتماعات دبلن على ضرورة تشديد الرقابة على الطائرات والمطارات جراء موجة «الإرهاب» التي تعرض لها بعض الطائرات أخيراً، لا سيما أحداث مطار بروكسيل، فضلاً عن «التفجيرات التي حدثت في باريس ولبنان وباماكو وسان بيرناردينو».
وشدد تايلر على ضرورة «تكاتف جهود الحكومات وقطاع الطيران للحد من ظاهرة الإرهاب».
وتوقع أن «تتراجع أسعار تذاكر السفر خلال العام الجاري بنسبة 7 في المئة، بفعل انخفاض أسعار الوقود وزيادة الطلب على السفر بنسبة 6.2 في المئة هذه السنة، في مقابل 7.4 في المئة خلال عام 2015».