IMLebanon

فضل الله: سياسة المحادل ليست مفيدة لمستقبل اللبنانيين

ali-fadlalah

لفت العلامة السيد علي فضل الله الى ان الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان “اظهرت حراكا لبنانيا يطمئن بعض الشيء ويدعو من جهة اخرى القوى السياسية الى اعادة النظر في علاقاتها بين بعضها البعض وكذلك العلاقة مع الناس”، مؤكدا أن “سياسة المحادل ليست مفيدة لمستقبل اللبنانيين”.

وقال فضل الله في حديث لصحيفة “المستقبل”: “نحن دعونا كل الذين ينادون بالنسبية على مستوى قانون الانتخاب ليطبقوا النسبية كنموذج في الانتخابات البلدية، ليكون ذلك بمثابة المقدمة لإقرارها على المستوى الشعبي والميداني بما يؤسس لذلك في المجلس النيابي، لاننا نعتقد انها تشيع جوا من الاستقرار في البلد كله وخصوصا في الجنوب الذي يحتاج الى استقرار اوسع واكبر لانه خط الدفاع الاول عن لبنان”.

أما عن الصراع الجاري في المنطقة، فيؤكد انه “صراع سياسي بامتياز وصراع مصالح اولاً وآخراً ولكنه يأخذ بعدا مذهبيا ليأخذ بتداعياته علينا جميعا كمذاهب واديان وشعوب ومكونات ثقافية ودينية وعرقية، لنشعر جميعا بأننا مهددون على مستوى المستقبل”.

ويضيف “لعل الخطورة تأتي من جهة المحاور الاقليمية والدولية التي دخلت على خط هذا الصراع بقوة فألبسته تارة رداء مذهبيا وتارة اخرى ثوبا سياسيا معقدا برز فيه الاسلام كوحش مفترس يحاول ان يفترس البشرية كلها، ولذلك علينا كمسلمين سنة وشيعة قبل الجميع ان نبادر الى العمل على جبهتين، جبهة توحيد صفوفنا ورفض القول بأن الحرب في المنطقة هي حرب مذهبية، ومن جهة ثانية، العمل لمنع تشويه صورة الاسلام لان الذي يدفع الثمن اولاً وآخراً هي شعوبنا واسلامنا”.

يرفض فضل الله مقولة “اقتحام فكري للسلفيات” ويصرّ على التواصل معها شرط ان يكون هذا التواصل مبنيا على الفهم الحقيقي لها حتى على المستوى التربوي والثقافي”، مشيرا الى “سقوط مبدأ الاستئصال الامني والعسكري”، ومبديا خشيته “من ان ما يعمل له على مستوى المحاور الكبرى في المنطقة هو شعار: “ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، داعيا الى “مواجهة ذلك بمبادرات اسلامية كبرى تنطلق بها المرجعيات الدينية الوازنة والفاعلة على الارض”.

ويبدي خشيته من التقسيم الواقعي في العراق وسوريا”، ولكنه يستدرك قائلاً “ان ذلك مرهون بحركة المواجهة عند شعوبنا من جهة وبالتأثيرات السلبية لهذا التقسيم على الدول المجاورة”، ومن هنا يرى اننا “قد نستمر لسنوات في هذا النزيف، وخصوصا في سوريا والعراق ما لم تبرز مواقف شجاعة مستعدة للتفاوض والتنازل لمصلحة الشعبين السوري والعراقي”، مشيرا الى العراق بالتفصيل “لان المسألة مرهونة بقدرة الحكومة العراقية على استيعاب كل الكيانات والمكونات العراقية ومشاركة الجميع على مستوى الحكم وطمأنتهم في مبادرات فاعلة تحفظ كيان الدولة ووحدة العراق”.