زار رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، يرافقه نائب رئيس الغرفة محمد لمع ورئيس جمعية “المعارض والمؤتمرات” ايلي رزق، اقليم الخروب للاطلاع على أوضاع وحاجات المؤسسات الاقتصادية في الاقليم، بدعوة من جمعية تجار اقليم الخروب أحمد محيي الدين علاء الدين، وبالتنسيق مع اتحاد تجار جبل لبنان برئاسة نسيب الجميل، وذلك في اطار الجهد الذي يقوم به شقير لتقوية صمود الاقتصاد الوطني ومؤسسات الاعمال.
وأطلق شقير من الاقليم، دعوة لـ”وضع خطة صناعية للبنان لاحتضان طاقات هذا القطاع، وتمكينها من أخذ دورها كاملا في المنطقة”، معلنا عن أن “غرفة بيروت وجبل لبنان تضع بالتعاون مع مصرف لبنان دراسة حول تسويق المنتجات اللبنانية في افريقيا”.
وإذ اشار الى ان “الغرفة ستنظم معرضا للمنتجات اللبنانية في اطار “اسبوع لبنان في مسقط” الذي يقام بين 23 و26 تشرين الاول المقبل”، اعلن أن “عام 2016 سيكون عام المعارض اللبنانية في افريقيا”.
ولدى وصول شقير والوفد المرافق إلى الاقليم، كان في استقباله إلى جانب علاء الدين، فاعليات اقتصادية واجتماعية في المنطقة، الذي رحبوا به في “منطقته وبين أهله”.
وكانت المحطة الاولى في معمل “الغزال” للحلاوة والطحينة (سبلين) لصاحبه سامر شحادة، الذي أطلع شقير والوفد خلال جولة في ارجاء المصنع، على عملية الانتاج والتطويرات التي اجريت على المصنع، بما يتناسب مع حاجات الاسواق في الداخل والخارج.
وأكد شقير ان “المؤسسات العائلية العريقة لديها قدرة كبيرة على مواجهة التحديات، وعلينا دعمها ومساندها في شتى الوسائل”.
ثم انتقل الى معمل “RED SHOE (سبلين)”، وجال مع الوفد في ارجاء المصنع، واستمع من صاحبه وليد الخطيب الى شرح مفصل عن الصعوبات التي تواجهها الصناعة الوطنية، خصوصا لجهة ارتفاع تكلفة الانتاج والمنافسة غير المشروعة التي تواجهها في الاسواق الداخلية.
وابدى شقير أسفه، للمشكلات التي تواجه مؤسساتنا الصناعية، “لا سيما ارتفاع تكلفة الانتاج والروتين الاداري والفساد المتفشي في مختلف الادارات”، داعيا الى “وضع خطة صناعية للبنان لاحتضان طاقات هذا القطاع”.
بعد ذلك، انتقل الجميع الى مقر جمعية تجار اقليم الخروب (داريا)، حيث عقد اجتماع موسع ضم شقير ولمع والجميل ورزق وعلاء الدين، الى عدد كبير من التجار واصحاب المصانع والمؤسسات، ورؤساء البلديات وفاعليات الاقليم.
علاء الدين
بداية الاجتماع، تحدث علاء الدين فرحب بشقير في الاقليم، مثنيا على “الدور الكبير الذي يلعبه دفاعا عن الاقتصاد الوطني، والجهد الذي يقوم به لتقوية صمود المؤسسات وفتح الاسواق الخارجية أمامها”، مشيرا في هذا الاطار الى “اسبوع لبنان في جدة، الذي شارك فيه بعض اصحاب المصانع في الاقليم، وتمكنوا من ايجاد شركاء تجاريين لهم في السعودية”.
وتناول الدور الذي تلعبه جمعية تجار اقليم الخروب في مساندة المؤسسات، و”وضع المنطقة على الخريطة الاقتصادية”، معلنا انه “يسعى لاطلاق اقليم الخروب كـ”علامة تجارية” وكذلك لاطلاق “صندوق اقليم الخروب للتنمية والابتكار”، إضافة الى مواكبة كل التطورات الحاصلة لافادة مؤسسات الاقليم”.
شقير
بدوره، نوه شقير بجهود “علاء الدين وجمعية تجار الاقليم” في هذا الإطار، وقال “اليوم ليس أمامنا سوى ان نكون سويا ونوحد كلمتنا لمواجهة هذا الوضع الصعب الذي نمر فيه على مختلف المستويات”.
وأضاف: “منذ العام 2011 والاقتصاد الوطني مستمر بالتراجع، فيما وضع المؤسسات يتدهور بشكل سريع، وهذا ما ادى الى اقفال الكثير منها في مختلف القطاعات”.
وأكد أن “الوضع الاقتصادي في العام 2016 صعب للغاية، ونتلقى يوميا الكثير من الشكاوى من رجال الاعمال”، لافتا إلى أن “الاقتصاد اللبناني مبني اساسا على دول الخليج، وهذا ما تؤكده الارقام ان كان بالنسبة للصادرات الى هذه الدول، او تحويلات اللبنانيين منها، أو بالنسبة لاستثمارات اللبنانيين فيها، او استثمارات الخليجيين في لبنان”.
وحذر شقير من ان “الصعوبات التي تعيشها البلاد لا تنحصر فقط بالوضع الاقتصادي، انما ايضا بالاوضاع المعيشية والحياتية والاجتماعية”، لافتا الى أن “ارتفاع معدلات البطالة الى 37 في المئة لدى الشباب ينذر بانفجار اجتماعي في حال استمرت الامور على ما هي عليه”.
وقال: “نعمل على فتح اسواق خارجية في ظل الصعوبات الداخلية، لتوسيع الآفاق امام اقتصادنا الوطني ومؤسساتنا”، مشيرا الى “اسبوع لبنان في مسقط، الذي تنظمه الغرفة بين 23 و26 تشرين الاول 2016 في مسقط، والذي يضم معرضا للمنتجات والخدمات اللبنانية”، معلنا عن دراسة تعدها الغرفة بالتعاون مع مصرف لبنان لدعم الصادرات اللبنانية الى افريقيا.
وإذ دعا شقير الحاضرين الى التكاتف والتضامن والتعاون لتقوية صمود مؤسساتهم، أكد ان “تحسن الاوضاع في البلد مرتبط الى حد بعيد بانتخاب رئيس للجمهورية وإعادة دورة الحياة الى المؤسسات الدستورية”.
الجميل
من جهته، تحدث الجميل، فأكد ان “اتحاد تجار جبل لبنان بما يمثل من ثقل اقتصادي وتجاري هو شريك اساسي لغرفة بيروت وجبل لبنان في الدفاع عن مصالح التجار والاقتصاد الوطني، وهو يسعى بكل الوسائل المتاحة لمساندة التجار للتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي نمر فيها”.
بعد ذلك، انتقل شقير والوفد الى مخازن مؤسسة “رفيق البواب” (الدبية)، حيث كان في استقباله رئيس الشركة رفيق البواب، ومديرها العام باسم البواب، حيث قدما شرحا لشقير عن “هذا الاستثمار في الاقليم المشابه لما هو معمول به في اوروبا لجهة تخزين الدواليب وبعض السلع الاخرى المرتبطة”.
واثنى شقير على “هذا الاستثمار المميز الذي يليق باللبنانيين ومنطقة الاقليم”، مؤكدا ان “رجل الاعمال اللبناني تواق دائما للعالمية وهذا هو سر صمود لبنان”.
وبعد زيارة الى معمل دبس الخروب (ضهر المغارة) لصاحبه جورج داغر، والاطلع على هذه الصناعة التقليدية التي تشتهر فيها المنطقة، انتقل الجميع الى معمل “SADAPACK” لصاحبه سامي ضاهر، الذي وضع شقير بحجم عمل المصنع والمستوى العالي لانتاجه الذي “ينافس افضل المنتجات العالمية، إن كان في لنبان أو في اكثر من 30 دولة حول العالم”.
وهنأ شقير ضاهر على عمله المميز، وقال: “نفتخر بصناعتنا الوطنية التي تصل الى كل دول العالم، وهذا بجهد الصناعيين الذين يعملون لتطوير منتجاتهم لتنافس مثيلاتها في الاسواق العالمية”، مؤكدا “ضرورة توفير كل الظروف المناسبة لبقاء مصانعنا من خلال توفير كل التسهيلات والظروف الملائمة للانتاج الصناعي”.
وفي انتهاء الجولة، أقام علاء الدين غداء على شرف شقير، بمشاركة لمع والجميل ورزق، وحشد كبير من فاعليات المنطقة الاقتصادية والاجتماعية.
والقى علاء الدين كلمة بالمناسبة، أشار فيها الى “الدعم الذي قدمه شقير للاقليم لدراسة سبل النهوض الاقتصادي بالاقليم، ومكامن القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها، وكذلك التسهيلات للمؤسسات والشركات حيث وصل عدد المتسجلين منها في غرفة بيروت وجبل لبنان اواخر العام 2015 الى 380 مؤسسة وشركة، بزيادة تبلغ 85 شركة ومؤسسة عن العام 2014″، مؤكدا ان “هذه الأرقام قابلة للزيادة بعد تعزيز الدور الذي تمارسه جمعية تجار اقليم الخروب في المنطقة دعما للنشاطات الاقتصادية وتعريفا بالتسهيلات الممنوحة، لا سيما المساعدة في عملية التسويق في الخارج عن طريق المشاركة في المعارض العربية والدولية المدعومة من الغرفة”.
وتحدث علاء الدين عن “صندوق الاقليم للتنمية والابتكار من خلال إنشاء اول شراكة استثمارية تنموية تجمع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية”، مشيرا إلى أهداف هذه الشراكة، منها “دعم المشاريع الصغرى والمتوسطة التي لها من أهمية كبرى في تعزيز النمو وتوفير فرص العمل، والوصول الى الاسواق العربية والدولية رغم الازمات التي باتت تكبل النشاطات الاقتصادية وتعيق عملية التنمية”.
ورد شقير بكلمة مقتضبة، شكر فيها علاء الدين وأهل الاقليم على هذا الاستقبال، مؤكدا ان “القطاع الخاص سيبقى المدافع الاول عن لبنان واقتصاده، وانه مع وجود هذه النوعية من رجال الاعمال، فإن لبنان سيبقى شامخا مهما حول اعداء هذا الوطن”.