Site icon IMLebanon

رد سعودي عنيف على المشنوق… من الطموح ما قتل!

كتب زياد عيتاني في صحيفة “عكاظ” السعودية: لم يكن نهاد المشنوق في يوم من الأيام حالة وفاقية في الساحة السياسية اللبنانية حتى قبل دخوله إلى نادي الوزراء في حكومة تمام سلام كوزير للداخلية.. فالرجل الذي برز عندما شغل منصب مستشار رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري لطالما أثار جلبة كثيرة ومزعجة، وهو ما دفع الحريري إلى إبعاده خارج الحدود اللبنانية وإخراجه من الصورة خوفا عليه أوربما منعا من الإحراج مع النظام السوري الذي كان في ذلك الوقت مهيمنا على التفاصيل اللبنانية، وهو النظام نفسه الذي عاد المشنوق قبل توليه المنصب الوزاري لينسج معه أفضل العلاقات مقارنة مع أقرانه من قيادات تيار المستقبل أو جمهور رفيق الحريري كما يحب المشنوق أن ينسب نفسه.. أقله في تقارير الأجهزة الأمنية التي رصدت سلسلة من الزيارات البعيدة عن الإعلام إلى دمشق.

جدلية المشنوق استمرت بعد توليه وزارة الداخلية، فـ “الصقر السياسي” في عيون أنصار تيار المستقبل ما إن وطأت قدماه سرايا الداخلية في بيروت حتى فتح يديه معانقا مسؤول التنسيق والارتباط في “حزب الله” وفيق صفا، بل وصل الأمر إلى استضافته على طاولة اجتماع كبار القادة الأمنيين في الوزارة، في سابقة لم يجرؤ عليها حتى وزراء الداخلية السابقين، خصوصا حلفاء ميليشيا الحزب الإرهابي. نهاد المشنوق في نسخته الشعبية يلامس أعلى السقوف من انتقاد لـ”حزب الله”ووعيد بالمواجهة وعدم الاستسلام، والمشنوق في نسخته الوزارية يلقبه المنزعجون في طائفته من أدائه بوزير “حزب الله” في الحكومة… وما بين النسختين ترتسم صورة حقيقية لنهاد المشنوق هي صورة تتحدث عن طموح سياسي كبير لرجل ما توقع أحد أن يكون وزيرا للداخلية، فهو الإعلامي السابق الذي لا يجيد فنون الأمن والعسكر.

في إطلالته الأخيرة تحول كلام المشنوق إلى حالة شنق ذاتية، فالتصريح الذي يستجلب نفيا من سفارتين كبيرتين لا شك أنه تصريح بمثابة “الدعسة الناقصة” لسياسي يمتلك طموحا بمناصب أعلى مما وصل إليه، فيما يذهب البعض باتجاه معاكس عندما يقول إن المشنوق يدرك أن مفتاح بوابة رئاسة الحكومة بيد “حزب الله” وكل ما صرح به يثير السعادة والقبول لدى الحزب وبالتالي ما قاله جاء عن سبق إصرار وتصميم.

المشنوق حالة جدلية إلا أنه وسط هذه الحالة يبقى السؤال: أين الرئيس سعد الحريري من مواقف المشنوق الأخيرة؟ ..فسيد بيت الوسط ملتزم الصمت، البعض يفسره قبولا والبعض الآخر غضبا.. لكن المؤكد أن في الحالتين “ارتباكا كبيرا”.