حملت المعلومات في اليومين الأخيرين معطيات جدية عن “إجراءات مشدّدة اتخذتها ايضاً قوة “اليونيفيل” في جنوب لبنان التي عممت على جنودها ودورياتها تدابير مشددة للحماية في ظل معطياتٍ تخوّفت من احتمال استهداف هذه القوات في مناطق انتشارها”.
ولا تبدو المراجع الأمنية والعسكرية عبر صحيفة “الراي” الكويتية، “قلِقة بالمقدار الذي يجري تداوله عبر الإعلام المحلي، بل ان هذه المراجع تتحدّث عن تضخيمٍ غير مبرَّر للمخاوف وتبدي ثقة كبيرة في ان الوضع ممسوك بالكامل وان العمليات الاستباقية التي تقوم بها أجهزة الاستقصاء والاستخبارات كفيلة الى حدود كبيرة جداً بحماية البلاد ولا داعي تالياً لأيّ ذعرٍ او مخاوف مضخَّمة”.
واستبعدت أوساط سياسية مطلعة عبر “الراي” ان “يكون لبنان مقبلاً على تحولاتٍ أمنية او سياسية واسعة في المرحلة المقبلة، بل انها توقعت ركوداً طويلاً للستاتيكو الحالي ستفرضه المعطيات الاقليمية والخارجية التي لا تسمح بأي رهانٍ على تغييرٍ وشيك لا في أزمة الفراغ الرئاسي ولا ايضاً في واقع الاستقرار الأمني المحمي دولياً”.
ورأت ان “الضجيج الذي أحدثته نتائج الانتخابات البلدية لا يعني من الناحية الاستراتيجية التي تحكم الوضع اللبناني أيّ تبديلٍ في معطياتها. فلا انعكاسات الحرب الدائرة في سوريا مقبلة على اي تطور مرتقب من شأنه ان يزيد أعباء لبنان فوق الأعباء القائمة، ولا هناك أيّ معطيات جدية يمكن البناء عليها لتحريك تَوافُق إقليمي يؤدي الى الإفراج عن أزمة الشغور الرئاسي في لبنان. بل ان مجمل الخطّ البياني الاقليمي يشير الى جمودٍ طويل سيتعزز مع انصراف المنطقة والعالم الى تَرقُّب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة طالما عجز اللبنانيون عن انتزاع ورقة الرئاسة من التجاذب الإقليمي”.
وتذهب الأوساط نفسها الى التأكيد ان “حكومة الرئيس تمام سلام بدأت ضمناً بالتكيّف مع هذا الواقع في ظل بوادر دعم دولي وخليجي لمساعدة لبنان على الصمود أكثر في مرحلة الانتظار. فهناك على ما يبدو رهاناتٍ جدية على عودة أعداد من السياح الخليجيين الى لبنان في موسم الاصطياف بعدما صدرت إشارات من دول خليجية في مقدمها السعودية لفك الحظر عن توجه رعاياها الى لبنان ولو ضمن إجراءات حذرة. وتعمل الحكومة بهدؤ على ترسيخ هذه المناخات وتعزيزها سعياً الى استعادة ثقة الدول الخليجية بالواقع المستقرّ الداخلي”.