IMLebanon

الأيوبي: نعمل على ترتيب البيت السني

azzam ayoubi

كتب عمّار نعمة في صحيفة “السفير”:

ثمة دراسة مستفيضة في أوساط “الجماعة الإسلامية” لما آلت اليه نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، خصوصا في طرابلس، معقل الحركة ومهدها.

واذا كانت تلك النتائج “مرضية” بالنسبة الى الأمين العام لـ”الجماعة” عزام الأيوبي كما يؤكد لـ”السفير”، فإن أسئلة كثيرة طرحت جراء عدم فوز مرشح الحركة في انتخابات عاصمة الشمال، علما انه تحالف مع اللائحة التي ضمت “الأقطاب” في المدينة.

أحدثت تلك الخسارة هزة في قواعد “الجماعة” في طرابلس وكان من نتائجها استقالة مسؤولها السياسي في طرابلس إيهاب نافع. تلك الخسارة لها أسبابها من التراخي الذي شاب أداء كل مكونات الائتلاف البلدي العريض، الى الاحتجاج الشعبي على الخيارات الحريرية سياسيا وخدماتيا، الى التململ الكبير من موضوع النفايات التي كان مخططا ان تتجمع في طرابلس وحالت احتجاجات المجتمع المدني دون ذلك.

ويعيد المتابعون جزءا كبيرا من فوز اللواء أشرف ريفي في المدينة، الى عامل تحالفه مع مجموعات المجتمع المدني، “حراس المدينة” و”هيئة الطوارئ” و”لا للمرأب”… لكن الايوبي يقلل من تأثير أزمة النفايات على خسارة اللائحة التي ضمت “الجماعة”، “إذ لا أزمة نفايات في طرابلس إذ إن المدينة كانت بمنأى عنها أصلا”، وان كان يقر “بخسارة معنوية عبر رسالة شعبية طالت الجميع”. ويشير الى ان اللهجة “اللينة” التي خرج بها الرئيس الحريري في الفترة الأخيرة تجاه “حزب الله” أدت الى ذلك. وان كان الأيوبي يلفت النظر الى فوز حققه مرشح “الجماعة” في الميناء.

على ان التململ الداخلي في الحركة لم يقتصر على طرابلس، بل كان ثمة تذمر من اقتصار أعضاء “الجماعة” في انتخابات بيروت على عضو واحد، لكن الأيوبي يدعو الى النظر الى فوز مرشحها في العاصمة، من دون التقليل مما حققته لائحة المجتمع المدني.

ويشدد الأمين العام لـ “الجماعة” على ان نتائج الحركة في الانتخابات الأخيرة كانت متقدمة على نتائجها في انتخابات العام 2010، مشيرا الى الفوز في بلديات عكارية عدة، كما الى استرجاع بلدية برجا في منطقة الشوف.. ويذكر “بأننا دخلنا الانتخابات فور انتهاء استحقاقنا الداخلي”، مشيرا الى خوضها بأقل طموحات ممكنة.

لكن هل ستؤسس الانتخابات لأي تغيير في سلوك “الجماعة” أو في تحالفاتها؟

يؤكد الايوبي ان الحركة ثابتة في خياراتها، نافيا ان تكون منضوية في صفوف قوى “14 آذار” “التي لم ننضم اليها في أوج قوتها، فلمَ ننضم اليها في الوقت الذي يشكك فيه بعض اركانها بوجودها؟”. ويتمثل أحد أهم ثوابت “الجماعة” في الدعوة الى مركزية الدولة ورفض “السلاح الخارج عن أي انضباطية”، برغم التشديد على ثابتة المقاومة.

ويبدو انها المرحلة الأكثر دقة على صعيد علاقة الحركة بـ “حزب الله”، اذ لم تشهد تلك العلاقة تراجعا مماثلا من قبل، وهي تقتصر على لقاءات متواضعة غير ذات تأثير، مثلما هي العلاقة “الفاترة” مع إيران التي يقول انها لم تقرأ واقع المنطقة في شكل دقيق واستغلت الفراغات الحاصلة في المنطقة لتتمدد فاصطدمت مع الشعوب.

“يجب وضع إطار للسلاح لإراحة الداخل اللبناني، والمشكلة ان المعادلة الإقليمية قد دخلت على الخط”، يقول الأيوبي. وهو يعيد بدء تراجع العلاقة مع “حزب الله” الى أواخر العام 2006، وقد تصاعد الخلاف ليبلغ أوجه مع دخول “حزب الله” الى سوريا، لتنقطع العلاقة “رسميا”.

بالنسبة الى الأيوبي، فإن لا حل للأزمة اللبنانية “البنيوية”، ومن تجلياتها الفراغ الرئاسي والجمود على مختلف الصعد، من دون حل “مشكلة السلاح”، إذ باعتباره، فإن لا حل منفصلا للقضية اللبنانية عن الملف السوري.

من هنا، لا حل للأزمة من دون ذلك، حتى لو تم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، ويشير الأيوبي الى ان لبنان لن يكون نفسه بعد حل الأزمة مثلما كان قبله.

ما يستحوذ على اهتمام “الجماعة” اليوم يتمثل في كيفية “ترتيب البيت السني”، أسوة بالبيوت الشيعية والمسيحية وحتى الدرزية.

ولا يخفي الأيوبي صعوبة الأمر، وطرابلس خير مثال على ذلك، اذ برغم التحالف الذي جرى بين الرئيسين الحريري ونجيب ميقاتي، الا ان شرائح “المستقبل” اثبتت انها تسير بخياراتها. وثمة عمل يقوم به الحريري لترتيب هذا البيت، وقد حصل تواصل بين الحركة والحريري على هذا الصعيد في سبيل التقارب.

ويلفت الأيوبي النظر الى ان “الجماعة” قد سعت الى مثل هذا التفاهم قبل نحو سنتين “لكن الجدران كانت مغلقة” بسبب غياب الحريري عن البلاد. على ان رغبة الشارع السني تبدو رئيسية على هذا الصعيد “في ظل حالة التشتت والتناقض الحاصلة”، علما ان العلاقة بين “الجماعة” و”المستقبل” اتسمت بالبرودة في الفترة الماضية التي كانت تشتكي خلالها “الجماعة” من فوقية يمارسها “المستقبليون” عليها. لكن الرغبة اليوم بالنسبة الى التنظيمين تبدو في تقريب وجهات النظر بينهما تحت عنوان “تحصيل حقوق الطائفة السنية وصيانتها”، علما ان هذا التقارب لا يستبعد منه الأيوبي اية شرائح سنية، بما فيها التيار السلفي”.

ويستمهل الأيوبي بعض الوقت لكي يفعل هذا الحوار فعله، ويشير الى ان الهدف يتمثل في التوصل الى “رؤية مشتركة”، من الواقعي القول انها “لن تتم في وقت قريب”.

في هذه الأثناء، بالنسبة الى الأمين العام الجديد لـ”الجماعة”، فإن الفترة المقبلة ستشهد ورشة داخلية كانت متعذرة فور وصوله الى الأمانة العامة في بداية العام الحالي، إذ إن استحقاق الانتخابات لم يكد ينتهي أواخر آذار الماضي، حتى بدأت التحضيرات للانتخابات البلدية… وتستعد الحركة لمؤتمر عام ستعقده بعد أسابيع لإعادة تحريك عجلتها وإنتاج خطة رؤية تناسب المرحلة المقبلة.