كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”:
خالي الوفاض خرج رئيس بلدية زوق مكايل السابق نهاد نوفل من عند العميد المتقاعد شامل روكز. أكثر من ساعة، أمضاها نوفل برفقة «الجنرال» الذي لم تصدر عنه كلمة واحدة في ما خصّ انتخابات اتحاد بلديات كسروان ــــ الفتوح.
خاب أمل «الحاكم الإداري» لكسروان لقرابة نصف قرن، وهو الخائف من أن تؤول رئاسة الاتحاد إلى غريمه السياسي، التيار الوطني الحرّ. صمت روكز لا يعني أنه ينأى بنفسه عن هذه المعركة. فالمرشح المفترض للنيابة، لا يترك تفصيلاً كسروانياً يفوته من دون أن يتدخل فيه. يرى أن معركة الاتحاد ليست بقسوة انتخابات بلدية جونية. لذلك، «يقتصر تدخّله على إخبار رؤساء البلديات الذين يزورونه بأنه يُفضل فوز رئيس بلدية جونية جوان حبيش». التنافس على رئاسة الاتحاد يبدو شبه محصور بحبيش، ورئيس بلدية زوق مكايل إيلي بعينو، الذي دعمته هيئة التيار المحلية في الانتخابات البلدية، وهو غير بعيد عن الجنرال ميشال عون، ونائبه حزبي ملتزم في التيار الوطني الحر. ولكن لحبيش «هيبة خاصة، لأنه كان أحد المرشحين المحتملين للانتخابات النيابية، ورمز المعركة التي خاضها التيار» في كسروان.
54 بلدية من أصل 54 ستُشارك الخميس المقبل عند الخامسة عصراً في انتخاب واحد من اثنين: حبيش أو بعينو. محاولتان للوفاق فشلتا في القضاء. الأولى طرحها رئيس بلدية يحشوش كارل زوين الذي طرح فكرة اقتسام ولاية الاتحاد مناصفة بين رئيسين، بيد أنّ اقتراحه لم يُبصر النور. «الحلّ» الثاني اقترحه رئيس بلدية عجلتون كلوفيس الخازن، بأن يكون هو رئيساً توافقياً، وهو أيضاً لم يلق آذاناً صاغية.
فوز حبيش، بعد نصف قرن على سيطرة نهاد نوفل عليه، هو حبّة الكرز على قالب الانتصارات العونية، فيكون القضاء قد والى عون سياسياً وإدارياً. التيار الذي ربح تقريباً 25 بلدية في كسروان، يتوقع أن ينال مرشحه فوق العشرين صوتاً. ولكن كما في البلدية، كذلك في الاتحاد: لا شيء مضمون، خاصة وسط ما يُشاع عن تخبّط في الموقف داخل «التيار» و«تمرّد» عدد من رؤساء البلديات أصدقاء العميد روكز عليه، كرئيس بلدية الغينة جهاد ناضر ورئيس بلدية الكفور أنطوان أبي صعب، «الموعود» بمنصب نائب رئيس الاتحاد. لذلك، من المتوقع أن لا يمنحا صوتيهما لحبيش. إضافةً إلى مشكلة روكز بالتزام أمنياته، برزت خبرية «عدم حماسة رئيس التيار جبران باسيل، لانتخاب حبيش رئيساً للاتحاد»، بعد أن كان يُفضل التسوية في الانتخابات البلدية. أما السبب، فهو لا يشذّ عن كلّ ما يُحكى عن صراع النفوذ بين باسيل وروكز. باسيل «100% مع حبيش»، تردّ مصادر سياسية في كسروان. أما منسق التيار الوطني الحر في كسروان جيلبير سلامة، فيؤكد أن «التيار يدعم جوان حبيش إلى رئاسة الاتحاد ورئيس بلدية غزير شارل حداد إلى منصب نائب الرئيس، والمعركة هي لتغيير نهج سائد في اتحاد يملك الإمكانات، ولكنه لم يُساعد البلديات سابقاً». يُحاول البقاء بعيداً عن لعبة الإحصاءات، «الأكيد أنّ معنا أكثر من عشرين بلدية». أما مصلحة التيار السياسية في معركة الاتحاد، فيصفها بـ«مصلحة القضاء والإنماء في المنطقة. هناك الكثير من المشاريع التي بالإمكان العمل عليها».
لم تتبدل خريطة التحالفات السياسية كسروانياً منذ 15 أيار: التيار والكتائب والوطنيون الأحرار يدعمون حبيش. في حين أنّ النائبين السابقين منصور البون وفريد هيكل الخازن والقوات اللبنانية (التي اقتصر حجم تمثيلها على ثلاث بلديات) يؤيدون وصول بعينو. أما الرئيس السابق لجمعية الصناعيين نعمة افرام، فلا يُحبذ فوز صديقه السابق حبيش، لكنه في الوقت نفسه أقل المتحمسين لهذه المعركة، خاصة بعد لقائه بروكز مرتين بعد الانتخابات البلدية بيومين، ويوم الأربعاء الماضي على مائدة الوزير السابق زياد بارود. وتجدر الإشارة إلى أنّ افرام «فرمل» المصالحة مع حبيش والتيار الوطني الحر إلى ما بعد انتخابات الاتحاد لاشتباهه في أنّ في الأمر «مصلحة» انتخابية. ولا تخلو المعركة من ممارسة ضغوط على رؤساء البلديات «لناحية تقديم وعود بخدمات إنمائية في حال سقوط حبيش».
بالنسبة إلى المرشحَين، فهما يتفقان على أنّ الانتخابات «إنمائية». يقول حبيش إنها «بين نهج نهاد نوفل لناحية تخصيص بلديات معينة بالخدمات، ونهج يريد الاتحاد للجميع».
من جهته، ينفي بعينو أن تكون المعركة سياسية «بل إنمائية، وأنا لدي برنامج إنمائي سأعرضه الليلة (أمس). هي ليست استمرارية لنهج سابق، ولكن تحديث على المستويات كافة». بعينو، الذي يصفه خصومه بأنه «عصامي وبإمكاننا التعامل معه إن فاز»، يشير إلى «علاقة الصداقة التي تربطني بالشيخ جوان. لذلك نريدها انتخابات رياضية لا عملية عدائية». ويعتبر نفسه «مرشحاً طبيعياً إلى رئاسة الاتحاد، لكون مركزه في بلديتي». هو أيضاً لا يدخل في الأرقام والحسابات، «تربطني نتيجة عملي في قطاع مواد البناء صداقات شخصية بأكثر من 35 رئيس بلدية، لكن لا أحد يُمكن أن يعرف ما يسقط في الصندوق».