في “اليوم الوطني للصناعة” لم يتردّد رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميّل في القول “لو تقوم الحكومة بإجراء دعم أكلاف شحن الصادرات اللبنانية إلى الخارج، برغم كلفته المقدّرة بنحو 50 مليون دولار، فسنكون قادرين من دون أدنى شك، على استعادة كل ما خسرته الصناعة الوطنية في السنوات الثلاث الأخيرة، والبالغ نحو مليار دولار”.
هذه الرسالة لم تتلقفها الحكومة حتى اليوم، علماً أن “جمعية الصناعيين على تتواصل مع وزير الصناعة حسين الحاج حسن من أجل زيادة حجم الصادرات اللبنانية إلى البلدان التي نستورد منها، كإيطاليا وفرنسا” على حدّ ما أعلنه الجميّل في حديث لـ”المركزية” حيث كشف أن “العمل جارٍ حالياً، على تدعيم الوضع الصناعي بأساسياته المحلية”، لافتاً إلى “الجهود التي يقوم به الصناعي اللبناني في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وهو في عراك مستمر مع التحديات، منعاً للإنهيار”.
وقال: إن جمعية الصناعيين هي أول مَن ولج إلى الأسواق الدولية وعزز علاقاته مع الخارج، ومنذ أقل من شهر، استقبلنا رئيس غرفة باريس وتم البحث في سبل العمل سوياً على تطوير العلاقات بما يصبّ في مصلحة البلدين. كذلك نحن في طور التعاون مع الغرفة اللبنانية – الفرنسية، لتنظيم مؤتمر في فرنسا تحضيراً لعملية ربط الأسواق التصديرية مع إفريقيا.
وأوضح أن “للصناعة اللبنانية جزأين: منتجات لبنانية، وصناعات متنوّعة متطورة”، وقال: نطال البلدان الأكثر تطلباً، ونتوجّه أكثر فأكثر إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وهناك دور أساسي للمغتربين الذين يلعبون دوريْن في استهلاكهم وقدرتهم التسويقية.
ولفت الجميّل إلى أن “الصناعي اللبناني بغض النظر عن منتجاته، نجح في ظروف صعبة في ظل غياب الدعم المتوفر في البلدان الأخرى حيث تغدق على صناعييها الحوافز والتسهيلات وغيرها. فالصناعي اللبناني مجرّد استمراره في الإنتاج لغاية اليوم مستنداً إلى مبادرته الذاتية، هو في حدّ ذاته “مشروع نجاح” وقادر على تحريك قطاعه إلى ما بعد حدود لبنان”.
وشدد على وجوب أن “يكون الصناعي اللبناني مرتَكزاً لمنظومة صناعية في المنطقة، تنطلق من لبنان حيث يتم ربط الصناعي مع الشباب اللبناني والجامعات، إذ يتم في لبنان تصميم المنتجات وابتكارها وإعداد الأبحاث الصناعية، وإنتاج السلع ذات القيمة المضافة، من دون أن يمنع ذلك الصناعي اللبناني بالإشتراك مع الإغتراب وبيوت المال اللبنانية، أن ينتشر في الخارج حيث تتوفر يد عاملة رخيصة وطاقة مكثفة، ما يعني أن الصناعي اللبناني قادر على أن يكون محرّك كل ذلك”.
وختم: تشارك جمعية الصناعيين في كل المبادرات التي تفسح المجال للصناعي القيام بدوره، إذ زرنا فرنسا لأكثر من مرة حيث شاركنا في ندوات لتسويق الفكرة الآنفة الذكر، ولهذه الغاية زرنا أيضاً روسيا وإيران والعراق ومصر.