أول مهمة سيكون على هيلاري كلينتون أن توليها عنايتها بعدما تأكدت هذا الأسبوع أنّها ستصبح مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة هي السعي لاستمالة أنصار بيرني ساندرز الذين أغراهم بحملته المتمردة للوصول إلى البيت الأبيض، وربما تكون هذه هي أصعب المهام التي تنتظرها.
ففي كل مرة ذكر فيها ساندرز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت اسم كلينتون في أحد اللقاءات الجماهيرية، كان أنصاره يطلقون صيحات الاستهجان وكأنّه يتحدث عن دونالد ترامب رجل الأعمال الجمهوري الذي سيواجه كلينتون في الانتخابات في الثامن من تشرين الثاني المقبل.
لكنّ كلينتون لم تضيّع وقتاً وبدأت على الفور محاولة لكسب أنصار ساندرز لصفها. فقد اتصلت بساندرز مساء الثلاثاء، وخلال لقاء احتفالي في بروكلين أثنت على سعيه للترشح وقالت إنّ “النقاش الحيوي” الذي شهدته الساحة السياسية خلال سباق الانتخابات التمهيدية كان في صالح الحزب الديمقراطي.
وقال ديمقراطيون من المعسكرين إنّهم يتوقعون أن تمد كلينتون يدها بمزيد من أغصان الزيتون لساندرز في الأسابيع المقبلة بما في ذلك قبول حلول وسط في برنامج القضايا الذي سيتم تبنيه في مؤتمر الحزب لإعلان مرشحه الذي يعقد في تموز المقبل، وكذلك إصلاحات عملية الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي التي انتقدها ساندرز وقال إنّها مزيفة ومتحيزة لصالح المؤسسة الحزبية.
وربما لا يكون من السهل إقناع كل أنصار ساندرز الذين ساعدوا في دفعه إلى الأضواء على المستوى الوطني بعدما كان مغموراً على الساحة السياسية وهللوا لرسالة المساواة في الدخل التي طرحها وما نادى به من إصلاح عملية تمويل الحملات الانتخابية وحديثه عن الفساد في وول ستريت حي المال في نيويورك.
وبعدما كانت فرصته ضئيلة في العام الماضي فاز ساندرز بنحو عشرة ملايين صوت وفاز في أكثر من 20 ولاية خلال الانتخابات التمهيدية.
وتوصل استطلاع للرأي من تنظيم إبسوس في آيار إلى أنّ أنصار ساندرز ازدادوا اعتراضاً على كلينتون في الشهور القليلة الماضية وأنّ أقل من نصفهم يقولون إنّهم سيدلون بأصواتهم لها إذا ما أصبحت مرشح الحزب.
ففي الشهر الماضي قال 41 في المائة من أنصار ساندرز إنّهم سيصوتون لصالح كلينتون إذا ما خاضت الانتخابات في مواجهة ترامب انخفاضاً من 50 في المائة في نيسان و52 في المائة في آذار.