كتب فراس الشوفي في صحيفة “الأخبار”:
يستكمل جناحا الحزب السوري القومي الاجتماعي الآليات المتّفَق عليها بين قيادتي التنظيمين اللذين يرأسهما النائب اللبناني أسعد حردان ووزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر، بعد نجاح جهود الطرفين لإعلان الوحدة بينهما.
وتكلّلت الجهود في الأسابيع الماضية بالوصول إلى اتفاق على إعلان الوحدة، بعد مفاوضات طويلة هدفت إلى إنهاء الانقسام الذي دام أكثر من 60 عاماً.
وعقد أمس اجتماع في بيروت، برئاسة حردان، لقيادة الحزب (المجلس الأعلى ومجلس العمد)، وآخر في دمشق برئاسة حيدر، لمتابعة ومناقشة مساعي توحيد القوميين بين الجناحين اللذين عرفا تاريخياً باسم “المركز” في بيروت وتنظيم “العمّ”، نسبة إلى رئيس الحزب الراحل جورج عبد المسيح. وكان من المفترض أن يصدر مساء أمس بيان متزامن من التنظيمين يعلن الوحدة، إلّا أن مصادر الطرفين أكّدت لـ”الأخبار” أن صدور البيانين سيتأخر إلى اليوم لـ”أسباب لوجستية”. وفيما علمت “الأخبار” أن حيدر وصل إلى بيروت من دمشق مساء أمس لاستكمال اجتماعاته مع قيادة حزبه في بيروت، تحفّظت مصادر الوزير السوري عن تأكيد ذلك أو نفيه، لـ”أسباب أمنية”. لكنّها أكّدت أن “البيانين سيصدران اليوم، وبياننا سيؤكّد الترحيب بالجهود التي بذلت من أجل الوحدة، فالوحدة كانت مطلبنا الأساسي منذ عقود، وقد قمنا بعدّة محاولات في الماضي لتكريسها بين القوميين”. وبحسب المصادر، فإن تطبيق الوحدة إدارياً، يحتاج إلى جهدٍ استثنائي للوصول إلى صيغة دستورية موحّدة. وأكّدت مصادر التنظيمين أن “الأنباء عن قرب إعلان الوحدة بين التنظيمين، لاقت ترحيباً كبيراً من أعضاء الحزب والمواطنين في لبنان والشام والمغتربات، وكذلك من الجهات والتنظيمات السياسية الصديقة والحليفة”، مضيفةً أن “هناك شعوراً كبيراً لدى القوميين بالحاجة والواجب إلى استنهاض التنظيم الحزبي، والدور الذي من المفترض أن يلعبه تنظيم وحدوي كالحزب القومي في بلاد الشام، خصوصاً في ظلّ الأخطار التي تضرب في الشام والعراق ولبنان، والعصبيات الطائفية والمذهبية التي تهدّد بلادنا بالتقسيم والتفكيك”.