تقرير خالد مجاعص
عشاق كرة القدم سيعيشون انطلاقاً من هذه الليلة صراع عمالقة القارة الأوروبية أو “قارة كرة القدم” على لقب بطل أوروبا في كرة القدم.
فالمنتخبات الأوروبية ومعها العالم أجمع سيتمتعون بمنافسة ستجمع 24 منتخباً على مدى شهر كامل في أبرز حدث على صعيد كرة القدم في العالم.
24 منتخباً موزعين على 6 مجموعات في كأس العالم المصغرة والتي لا يفصلنا عن صافرة انطلاقها سوى ساعات قليلة، فلقاء الافتتاح سيجمع بين المنتخب الفرنسي المضيف والمنتخب الروماني ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا منتخب البانيا في اطلالته الأولى على هذا المستوى من البطولات ومنتخب سويسرا.
وسيحاول المنتخب الفرنسي مضيف البطولة الانطلاق بشكل قوي على ملعبه في “ستاد دو فرانس” ليفرض ايقاعه وهالته في كأس أمم أوروبا 2016. فالفوز على رومانيا سيمنحه ثقة عالية للذهاب بعيداً في البطولة القارية. في المقابل ستعتمد رومانيا على عنصر المفاجأة لتحقيق انطلاقة مدّوية لها قد تقلب الطاولة على الجميع.
فالأنظار هذه السنة تخطت أجواء المنافسة ليكون الهاجس الأمني حاضر بقوة وبالأهمية نفسها. فقد فرضت فرنسا إجراءات أمنية غير مسبوقة تحسبا لوقوع عمليات ارهابية حيث من المنتظر توافد عشرات الاف المشجعين من داخل وخارج البلاد لمشاهدة مباريات البطولة التي ستقام على عشرة ملاعب في تسع مدن فرنسية.
فبعد مرور نحو ستة أشهر على هجمات باريس الارهابية التي أوقعت 130 قتيلا ومئات الجرحى، قررت السلطات الفرنسية حشد اكثر من 90 الف شرطي وعسكري ومن أفراد وكالات الأمن الخاصة لضمان تأمين البطولة وسط تحذيرات أمنية من داخل وخارج فرنسا باحتمال تعرض البلاد لهجمات ارهابية خلال تلك الفترة.
وحذرت حكومات فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا ودول أخرى من أن متشددين قد يستهدفون البطولة.
وكان باتريك كالفار رئيس المخابرات الداخلية في فرنسا قد اعلن أن متشددي تنظيم “داعش” الارهابي هددوا بشن بحملة من التفجيرات على حشود ضخمة في فرنسا لا سيما خلال بطولة اليورو.
كما اعلنت مخابرات أوكرانيا الاثنين 6 حزيران القبض عن خلية فرنسية في 21 حزيران على حدودها مع بولندا كانت تعد لشن 15 هجوماً في فرنسا خلال بطولة اليورو بفرنسا حيث عثر بحوزته على كميات كبيرة من المتفجرات والأسلحة.
بعيداً عن الأمن فمن ناحية الأرقام، فإن تاريخ المواجهات بين فرنسا ورومانيا ينتهي دائما بنتيجة متعادلة اذ ان المنتخبين تعادلا اربع مرات في أخر خمس مواجهات جمعتهما. أما المباراة الوحيدة بينهما والتي انتهت بفائز وخاسر فقد كانت لمصلحة المنتخب الفرنسي وهي جرت للمفارقة في ملعب ستاد دو فرانس في تصفيات كأس أوروبا 2012.
ويبقى ان فرنسا بقيادة المدرب ديدييه ديشان هي المرشحة للفوز الليلة حيث تضّم تشكيلة الديوك نجوم صاعدة تعتبر من الأقوى في اوروبا حالياً أمثال نغولو كانتي بطل إنكلترا مع ليستر سيتي، بول بوغبا نجم يوفنتوس الإيطالي، ديميتري باييه المتألق مع وست هام يونايتد الإنكليزي، أوليفييه جيرو مهاجم أرسنال الإنكيزي، أنطوان غريزمان صاحب 32 هدفاً هذا الموسم مع أتلتيكو مدريد الإسباني، والواعد أنطوني مارسيال الذي لمع مع مانشستر يونايتد الإنكليزي.
ويبقى السؤال قبل انطلاق افتتاح البطولة الساعة العاشرة من مساء الليلة بتوقيت بيروت،هل ستتمكن فرنسا من أحراز لقبها الأوروبي الثالث بعد انجازها الأول في العام 1984قبل أن ولفبها الثاني في العام 2000.