IMLebanon

عكار تنشد السياحة البيئية … والوزارات غائبة

akkar-meshmesh
نجلة حمود

لا تزال محافظة عكار تنتظر خطوة جدّية من شأنها تعزيز السياحة البيئية في المنطقة، وإلقاء الضوء على المواقع الأثرية والبيئية الهامة التي تختزنها.
ففي الوقت الذي تجهد فيه الجمعيات البيئية للتسويق لغابات عكار وكنوزها، تعمل الوزارات المعنية على زيادة التعديات عبر إهمال وضع قوانين وعدم إيقاف التعديات المتكررة التي تهدف الى استنزاف مقوّمات عكار السياحية والبيئية ساحلاً وجرداً، والاكتفاء بإطلاق الوعود الآنية التي عادة ما ترتبط بمناسبة معينة أو بزيارة الى المنطقة.
ويذكر العكاريون جيداً الزيارة الأخيرة للوزير ميشال فرعون الى عكار والتي حملت جملة وعود من دون أن تحمل أي إشارة إيجابية حول إمكانية القيام بخطوات سريعة من أجل تفعيل السياحة وحماية الغابات الفريدة من نوعها في منطقة البحر المتوسط.
وقد بات واضحاً أن عكار بحاجة لورشة عمل تكون بالتعاون والتنسيق بين الجمعيات البيئية والسلطة المحلية المتمثلة بالبلديات، ووزارتي السياحة والثقافة، والمجتمع المدني، وهو ما يتجلى بوضوح عبر التحضيرات السنوية لمهرجان القبيات، الذي تحاول عبره الجمعيات وضع عكار على الخريطة السياحية وتسليط الضوء على السياحة الريفية وإلقاء الضوء على أهميتها البيئية والجمالية.
وإذا كانت المسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف الرسمية والأهلية، فإن المسؤولية الكبرى تقع على نواب المنطقة الذين لم يقدموا أي قانون من شأنه حماية غابات المنطقة أو إعلانها محمية طبيعية.
ويشمل المتنزه الوطني في عكار غابات المنطقة بدءاً من وادي جهنم، مشمش حرار، أحراج فنيدق، القموعة، أحراج عكار العتيقة، بزبينا، كرم شباط، وصولاً الى جبال القبيات.
ويطرح الواقع القائم سلسلة تساؤلات عن الخطة التي كان يسعى وزير الزراعة أكرم شهيب إلى تطبيقها عبر تشكيل لجنة وطنية لحماية وإدارة غابة القموعة من الاعتداءات المستمرة وعمليات القطع العشوائي، فأين أصبحت وهل المطلوب استمرار التعديات وارتكاب المزيد من المجازر؟
وهل يجوز أن تبقى عكار غائبة عن الخريطة السياحية التابعة لوزارة السياحة التي تعتبر أن السياحة تنتهي دائماً في جبيل، فتغيب عكار عن المنشورات الخاصة بوزارات السياحة وعن الأشرطة الدعائية التابعة لها؟
وأين أصبح مشروع «المتنزه الوطني» في أعالي جبال عكار، المعدّة دراسته منذ أكثر من ثماني سنوات والذي تطلب جهوداً من قبل الجمعيات والبلديات التي خضعت لدورات تدريبية حول مفهوم المتنزه وأهميته وكيفية الحفاظ عليه؟ وأين أصبحت وعود الوزير فرعون بمتابعة موضوع المتنزه مع مجلس الإنماء والإعمار ومع المحافظين ومع الوزارات المعنية الموجودة في لجنة السياحة الريفية، التي تضم ممثلين عن وزارات الداخلية والثقافة والبيئة والزراعة؟
في هذا الإطار، يتحدّث رئيس «مجلس البيئة» في عكار الدكتور أنطوان ضاهر عن «دور المتنزه الوطني وأهميته الذي يحدّ من تراجع المنطقة الخضراء جراء الزحف العمراني، إضافة إلى الحفاظ على الأملاك الخاصة والسماح للمزارعين باستثمارها بشروط محددة»، مؤكداً «أن المتنزه الوطني هو حلّ يجمع ما بين المحمـــية والغابة جراء التداخل بين الأملاك الخــاصة والعامة، وذلك عــبر إيجاد مسوّغ قانوني للأراضي الخاصة التي تقع داخله وطريقة استعمالها والسماح بزراعتها».
ويلفت ضاهر الانتباه إلى «أن افتتاح المهرجان سيكون في الخامس من آب في مسيرة بيئية على الدرجات الجبلية تمتدّ من غابات المرغان إلى عودين بهدف تسليط الضوء على الإمكانيات البيئية الهائلة التي تختزنها عكار».