تتجه أنظار العالم إلى فرنسا التي تحتضن العرس الكروي الأوروبي يورو2016. بطولة كأس الأوروبية هذه لن تكون حدثا رياضيا كبيرا فحسب، بل مناسبة ذهبية للشركات الراعية للأندية والجهات المتصلة بقطاع الرياضة لتحيق أرباح خيالية.
تمثل بطولة أمم أوروبا لكرة القدم فرصة ذهبية لشركات الملابس الرياضية العالمية كأديداس ونايكي وغيرها. إذ يرعى العملاق الأوروبي أديداس على سبيل المثال تسعة منتخبات مشاركة من ضمن 24. أبرزها المنتخب الألماني، بطل العالم، و منتخب اسبانيا، بطل أوروبا والمدافع عن اللقب الأوروبي. في المقابل تزود الشركة الأمريكية “نايكي” ستة منتخبات بالأزياء والمعدات الرياضية. فيما تزود شركة “بوما” خمس منتخبات بالأزياء الرياضية. أما باقي الفرق فستكون من نصيب شركات صغيرة مثل أمبرو وماكرون وجوما.
أنشطة أديداس لا تقتصر فقط على تمويل المنتخبات المشاركة فقط، بل تتجاوز ذلك لتشمل أيضا البطولة الأوروبية عموما، فهي أحد الشركاء الرسميين. وتسعى الشركة من خلال ذلك إلى إبراز شعارها الرسمي باستمرار على شاشات التلفزيون. وحسب العملاق الأوروبي فإن “الحكام وجامعو الكرات والمساعدين سيرتدون أزياء من صنع أديداس. هكذا سيكون اسم هذه الماركة حاضرا ليس فقط داخل الملعب، بل أيضا في كل الأنشطة التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم”.
غياب البطولات لا تعني انخفاضا في المبيعات
تمكنت أديداس في النسخة الماضية من البطولة الأوروبية من بيع أكثر من مليون قميص تحمل ألوان “المانشافت” وأكثر من سبعة ملايين كرة تحمل شعار البطولة. لهذا تولي أديداس أهمية بالغة للساحرة المستديرة في فلسفتها للتسويق والدعاية. إذ تشير الإحصاءات أن مبيعات الشركة بلغت في عام 2002 حوالي 1.7 مليار يورو. لكنها ارتفعت العام الماضي لتبلغ 2.2 مليار يورو، رغم عدم تنظيم تظاهرات كروية كبيرة على غرار كأس العالم أو كأس أوروبا.
لكن الشركات الرياضية الكبيرة ليست الرابح الوحيد من العرس الكروي الأوروبي. قبيل انطلاق المناسبات الكروية الكبيرة يقبل الألمان عادة على شراء أجهزة تلفاز جديدة. الشركة المختصة في دراسة السوق “جي أف ك” أوضحت أن “مبيعات أجهزة التلفاز ترتفع بشكل مهول قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق بطولة الأمم الأوروبية أو كأس العالم، إلا أن الشركة تربط “الارتفاع الكبير للمبيعات بمدى جاذبية العروض المقدمة للزبائن”.
بيد أن هستيريا الاستهلاك لا تبلغ ذروتها دوما في فصل الصيف. إذ يفضل العديد من الزبائن التبكير في اقتناء الأجهزة الجديدة. في المقابل، يعتبر فصل الشتاء في الأعوام العادية أفضل المواسم لانتعاش هذا القطاع بفضل أعياد الميلاد. وتراهن شركة “جي أف ك” المتخصصة في دراسة السوق على أحوال الطقس. إذ أن الطقس يلعب دورا هاما لعاشقي كرة القدم منذ إطلاق أول صافرة بداية إلى لحظة التتويج بالكأس؛ “بقاء المنتخب الألماني في المسابقة مهم، لكن الأهم من ذلك هو حالة الطقس خلال المباريات”. وتفسر الشركة ذلك بالقول: “الطقس الجيد يعني عائدات جيدة و الطقس السيئ يعود بدوره بعائدات سيئة”. العائدات تعني هنا مبيعات البيرة والمشروبات الغازية والمكسرات ولحوم المشاوي. هذه المبيعات شهدت خلال بطولة كأس العالم في ألمانيا ارتفاعا بلغ نسبة 16 بالمائة مقارنة بالمواد الغذائية الأخرى. في المقابل منع الطقس الرديء أثناء المباراة النهائية لكأس العالم في البرازيل قبل عامين ألمستهليكن الألمان من الإقبال على المحلات التجارية لاقتناء هذه المواد.
تفاؤل كبير لأصحاب الحانات
البطولة الأوروبية تشكل أيضا فرصة سانحة لأصحاب الحانات، فهم يأملون في ارتفاع لمبيعاتهم. إيرنست فيشر، مدير جمعية النزل والحانات الألمانية، يأمل هو الآخر أن تنعش البطولة قطاع الحانات. “مدى نجاح بطولة أوروبا على المستوى الرياضي والاقتصادي مرتبط أساسا بالطقس وبالمنتخب الألماني”. لكن هناك مؤشرات إيجابية، إذ خلافا للنسخ الماضية، ستدوم البطولة الحالية من 10 يونيو/ إلى 10 يوليو، ما يعني زيادة أسبوع كامل في فترة البطولة. في المقابل، يخشى فيشر من تراجع الإقبال على المطاعم.
ومن المنتظر أن ترتفع مبيعات النزل والحانات هذا العام بنسبة 2.5 بالمائة. هذا ما يوضحه استطلاع للرأي قامت به الجمعية، إذ تشير نتائجه أن التفاؤل يعم أغلبية المستثمرين في قطاع النزل. من جهة أخرى يرجح فيشر أن ترتفع مصاريف الحانات بسبب قانون الأجر الأدنى الجديد وبالتالي تراجع المرابيح الصافية لأصحاب الحانات.