IMLebanon

لبنان يحترق : 374 دونماً في أسبوع … ومُهدّد بالتصحر والجفاف

fire-leb
ليال جرجس

قبل حلول فصل الصيف رسميّاً، انطلق موسم الحرائق في لبنان.
ورغم استمرار موسم المطر هذا العام حتّى أواخر أيار، انطلق باكراً موسم الحرائق، متأثرا بمجموعة عوامل ابرزها:
ازمة النفايات، التي وان اعتقد كثيرون انها انتهت، الا أنها لم تنته فعليا، فرغم حل الملف في المدن وجبل لبنان لا زالت النفايات منتشرة في المكبات العشوائية وفي الوديان مع ما تحتويه من مواد كيماوية مشتعلة، ومن حرق النفايات العشوائي الى احتراق محيط المكبّات التي غالباً ما توجد في أماكن بعيدة من المنازل وبالتالي حتميّة قربها من الأحراج والغابات.
ثم تأتي احتفالات النصر بنتائج الانتخابات البلديّة في المحافظات اللبنانية الثماني التي استمرت خلال أربعة أسابيع، حيث أضاءت المفرقعات والاسهم النارية سماء الوطن، لتنحدر مشعلة ما تبقى من ثروته الحرجية. فالسهم لو انفجر تبقى بقايا من البارود مهددة باشتعال الحرائق خاصة وان موسم الجفاف بدأ باكرا، لأن معدل هبوط الامطار كان منخفضاً نسبة للسنة الفائتة.
أضف الى ذلك، خطر الامطار التي تكررت مؤخراً، فالارض تكون جافة، وعندما تمطر ثم يعود الحر مباشرة، يتجمع غاز الميتان بين التربة وطبقة اوراق الشجر المتساقطة مما يؤدي الى تكاثر الحرائق. (كنا نشهد هذه الامور في الخريف لكنها اليوم تفاجئنا في الربيع بسبب تغير المناخ في لبنان.
امام هذا الواقع الخطير، شددت رئيسة حزب الخضر اللبناني السيدة ندى زعرور في حديث لـ «الديـار»، على ضرورة محاسبة المسؤولين، مصنفة اسباب الحرائق بين الاهمال والافتعال، ومن هنا شددت زعرور على «ضرورة تطبيق القانون الذي يجبر كلّ شخص على تبليغ البلدية عن توقيت تنظيف أرضه من الأعشاب اليابسة وحرقها، لترسل البلدية طاقماً خاصاً من الاطفائيين يضمن عدم انتقال الحريق الى مساحات اضافيّة، وتفعيل المحاسبة واعداد التقارير من الدفاع المدني حول حدث الحريق ومسبباته. لافتة الى ان الحزب يعالج الموضوع بالقوانين وايجاد تشريعات تحمي البيئة من هنا «أهميّة تفعيل دور النيابة العامة البيئية للنظر في الجرائم البيئية مما يمنع تراكم التجاوزات والمخالفات. هذا الطرح صار في عهدة المجلس النيابي ولكننا بانتظار تفعيل جلسة تشريعية لاقراره كقانون».
وفيما لبنان موضوع اليوم على لائحة البلدان المهددة بالتصحر والجفاف، حذرت رئيسة الحزب في حديثها لـ «الديار» من أن «التدنى الخطير للغطاء الحرجي في لبنان الذي وصل الى 11,2 %، فيما تطمح كل دول العالم الى ان تشكل الثروة الحرجية 20% من مساحتها لحماية كيانها من التغيّر المناخي.»
زعرور التي اكدت ان موسم الحرائق بكر بالوصول هذا العام، شكرت كل من الدفاع المدني والجيش للجهود الكبيرة التي يبذلونها لمواجهة الحرائق المتتالية، وطالبت وزارة الداخلية «باصدار تعميم لمنع المفرقعات النارية في الاعراس والاحتفالات، خاصة ان المساحات الحرجية المحترقة بلغت خلال الاسبوع الال من حزيران 374 دونم في حرائق متفرّقة شبّت في خراج 16 بلدة، اكبرها في بر الياس والمريجات وتعنايل. والمصيلح والزهراني وتربل …. فيما قدرت المساحات المتضررة خلال الأسبوع الأخير من شهر أيار الماضي المتضرّرة بـ133 دونماً من الأشجار المثمرة والحرجية والأعشاب.»
اليوم مع التقلص الهائل الذي شهدته الثروة الحرجية، حتى باتت تصلح مقاربة أنه بعد أن كان كلّ مواطن يملك 12 شجرة لتنقية الهواء، بات اليوم لكلّ 12 مواطناً شجرة واحدة…. من هنا طالبت زعرور بتوعية المواطنين حول كيفية التعامل مع الحرائق لأن الحريق لا يكون خطيراً في بدايته وبامكان اي مواطن اطفاؤه بسهولة. لكن عندما يتطور الحريق ويرتفع الدخان، لا يعد بالامكان السيطرة عليه الا عن بعد او باستخدام الهيليكوبتر.