نظمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، حلقة نقاش حول “عمل الأطفال في الزراعة في لبنان: نحو دعم متكامل لخطة العمل الوطنية لمكافحة عمل الأطفال”، في فندق “كراون بلازا”، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال. وتناولت حلقة النقاش موضوعات ونقاشات بشأن عمل الأطفال في الزراعة وشارك فيها: نزهة شاتيلا عن وزارة العمل، عبير أبو الخدود عن وزارة الزراعة، ريتا كرم عن وزارة الشؤون الإجتماعية، صونيا خوري عن وزارة التربية، النقيب بلال رمال عن المديرية العامة للأمن العام، كارلوس بوهوركيز عن منظمة اليونيسف، حياة عسيران عن منظمة العمل الدولية، وفاتن عضاضة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
وتحدثت ممثلة سفير منظمة الفاو في لبنان صولانج متى سعادة فلفتت الى أن “اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال يركز لهذا العام على عمل الأطفال وسلاسل الانتاج. وبحسب الاحصاءات لا يزال 168 مليون طفل يعملون في جميع سلاسل الانتاج، من الزراعة الى الصناعة والخدمات وورش البناء، ومعرضون لشتى أنواع المخاطر”، مؤكدة أن “منظمة الفاو تسعى مع منظمة العمل الدولية الى التواصل مع الخبراء في مجال الزراعة لزيادة الوعي بشأن المسائل المتعلقة بعمل الاطفال”.
عواضة
من جهتها، أوضحت عواضة أن “الحماية الإجتماعية وسياسات العمل اللائق للشباب والبالغين في المناطق الريفية، هي المكونات الرئيسية اللازمة للحد من عمل الأطفال في مجال الزراعة في لبنان”. وقالت: “في اطار مبادرة دعم المناطق الريفية وتحسين سبل العيش لمواجهة الازمات وخصوصا أزمة النازحين السوريين، نكثف جهودنا في المنظمة من اجل تأمين الحماية الاجتماعية عبر تنفيذ السياسات والبرامج الرامية للحد من الفقر وتعزيز أسواق العمل وغيرها من الوسائل المتاحة”.
عسيران
بدورها، قالت مستشارة مكافحة عمل الأطفال في منظمة العمل الدولية حياة عسيران: “علينا أن ندرك جيدا بأن الحروب المتتالية والنزوح المستمر يؤثر سلبا على تطبيق معاهدة أسوأ أشكال عمل الأطفال (رقم 182)، كما يلحظ وجود أنواع خطرة من عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين ونحن بحاجة الى اتخاذ اجراءات عاجلة بهذا الخصوص”.
بوهوركيز
أما الأخصائي في حماية الاطفال في منظمة اليونيسف في لبنان بوهوركيز، فأكد ضرورة “العمل على تغيير بعض الممارسات في لبنان، اذ تعتمد الكثير من العائلات على اطفالها من أجل اعالتها ماديا”، داعيا “مختلف الجهات المعنية في البلد الى أن تكثف جهودها وتعمل سويا لتغيير هذه الممارسات والسلوكيات التي تشجع عمل الأطفال، وتعزز أهمية ارسال الأطفال الى المدارس وهي المكان الأنسب لهم”.
الخوري
وأشارت رئيسة وحدة ادارة البرامج في وزارة التربية والتعليم صونيا الخوري الى أن “الفقر هو المسبب الرئيسي لعمل الأطفال، ومعظم الاطفال اللاجئين في لبنان العاملين في مجال الزراعة هم من الفئة العمرية المصنفة أطفال المدارس”، موضحة أن “وزارة التربية تواجه مشكلة كبيرة في الحفاظ على الطلاب اللاجئين في المدارس الرسمية بسبب كثرة المواسم الزراعية، مما يؤدي في نهاية المطاف الى تسربهم من المدارس وعدم متابعتهم للعام الدراسي”.
شليطا وكرم
وركزت مديرة وحدة عمل الأطفال في وزارة العمل نزهة شليطا على دور الحكومة اللبنانية في القضاء على عمل الأطفال والإطار القانوني لها، مشددة على أن “هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي العام بشأن عمل الأطفال واتخاذ تدابير فورية عديدة من أجل الحفاظ على حقوق جميع الأطفال في لبنان”.
وهذا ما أكدته ممثلة وزارة الشؤون الاجتماعية التي عرضت الاستراتيجيات التي ينفذها المجلس الأعلى للطفولة لحماية الأطفال من كل انواع الإساءة.
رمال
وأكد رمال أن “المديرية العامة للأمن العام حريصة على تنفيذ مهامها وفقا للمرسوم 8987 المتعلق بحظر استخدام الاحداث قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة في الاعمال التي تشكل خطرا على صحتهم أو سلامتهم”.
بيان
وأوضح بيان للفاو، ان “الحكومة اللبنانية ممثلة بوزارة العمل وأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الأطفال حريصة على التوصية بسياسات وبتدابير فعالة من أجل حماية الأطفال من أسوأ أشكال عمل الأطفال والنظر في المشاريع الزراعية وغيرها التي تؤدي الى حد ادنى من التسرب المدرسي. وفي إطار دمج الحماية الاجتماعية في القطاع الزراعي، بدأت منظمة الفاو في لبنان بدعم من المبادرة الاقليمية لدعم سبل العيش وتوفير الأمن الغذائي والتغذية والمبادرة الاقليمية لدعم أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة، تدخلاتها في عمل الأطفال في مجال الزراعة منذ عام 2015 وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة وبالتعاون مع منظمة العمل الدولية واليونيسيف”.
وأشار الى أن “منظمة العمل الدولية أطلقت اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في عام 2002 لتركيز الاهتمام على مدى إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة. ففي 12 حزيران/يونيه من كل عام، وهو اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، تجتمع الحكومات وأرباب العمل ومنظمات العمال والمجتمع المدني، فضلا عن الملايين من الناس من مختلف أنحاء العالم، لتسليط الضوء على محنة الأطفال في أماكن العمل وما يمكن القيام به لمساعدتهم”.