Site icon IMLebanon

الحريري: ما نعيشه في لبنان شاذ وموقت

أشار الرئيس سعد الحريري إلى أنّ لبنان يدفع ثمن التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية، لافتاً إلى أنّ “حزب الله” دفع بعناصره للمحاربة في سوريا نزولاً عند رغبة إيران.

الحريري، وخلال إفطار رمضاني أقامه على شرف السفراء العرب المعتمدين في لبنان، أوضح أنّ إيران تمنع “حزب الله” من إكمال النصاب في البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أنّ ما نعيشه في لبنان حالياً شاذ وموقت، لأنّ غالبية اللبنانيين يتمسكون بالإجماع العربي ويرفضون تدخل إيران بشؤونهم.

وقال: سنواصل التضحية لحماية بلدنا من نيران الفتنة ومن أجل الحفاظ على استقراره وحتى عودة الدولة ومؤسساتها للانتظام، وسنواصل العمل على ترميم علاقاتنا مع العرب.

نص كلمة الحريري

أصحاب المعالي والسعادة السفراء العرب،

أيها الأصدقاء،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لي أن أرحبّ بكم في بيتكم، بيت الوسط بمناسبة هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل.نجتمع اليوم وعالمنا العربي يعيش مرحلةً من أشد المراحل خطورةً، يتشابك فيها التدخل الخارجي في شؤونه بحروب أهلية ونزاعات مذهبية واعتداءات إرهابية تهزّ استقرار عدد من مجتمعاته ودوله.

لقد تمكّن لبنان، من تجنب امتداد نيران الحروب المحيطة إليه، بفضل حكمة غالبية مكوناته السياسية وبفضل تضحيات جيشه وقواه الأمنية.

وهذه مناسبة لنحيي قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة وكبار الضباط الأمنيين الموجودين معنا اليوم.

لكنّ وطننا، مع الأسف الشديد، يدفع ثمن تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية وتحويله إلى متدخل رغماً عنه في أزمات وحروب خارج أراضيه.

ليس سراً أيها الأصدقاء، أن حزب الله دفع بتنظيمه العسكري إلى حرب مجنونة في سوريا، بطلب من إيران، دفاعاً عن نظام بشار الأسد في مواجهة شعبه، وأنه يجاهر بتدخله في عدد من البلدان العربية الأخرى، من اليمن إلى البحرين والعراق، في وقت يمنع بطلب من إيران أيضاً، اكتمال النصاب في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، منذ أكثر من عامين.

هذا الواقع، كبـد لبنان المئات من القتلى والآلاف من الجرحى ووضع بلدنا رغماً عنه، وللمرة الأولى منذ استقلالنا، في مواجهة الإجماع العربي، ما انعكس تراجعاً في الدعم العربي الحيوي لدولتنا ، وإحجاماً للسّياح والمستثمرين العرب عن بلدنا.

أصحاب المعالي والسعادة السفراء العرب،

إن هذا الوضع الذي نعيشه، هو وضع شاذ، ومؤقّت. لأنّ غالبية اللبنانيين ومن كل لطوائف والمذاهب، يتمسّكون بانتمائهم إلى العروبة، ويتمسّكون بالإجماع العربي، ويرفضون تدخّل إيران في شؤونهم كما في شؤون أي دولة عربية، ويرفضون، وإن كان رفض بعضهم صامتاً، أن تستخدمهم إيران حطباً في النار السورية، أو أدوات في فتنها المتنقلة على امتداد العالم العربي.

نحن من جانبنا سنواصل التضحية من أجل حماية بلدنا من نيران الفتنة ومن أجل الحفاظ على استقراره وصولاً للّحظة التي يعود فيها انتظام الدولة ومؤسساتها، كما سنواصل العمل على ترميم علاقاتنا العربية، وصولاً إلى عودة إخواننا العرب سيّاحاً ومستثمرين إلى أهلهم في لبنان، وإلى عودة لبنان كاملاً، إلى كنف العروبة الصافية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.

رمضان كريم، والله كريم،

وكل عام وأنتم بخير.