محمد الجنون
عاد مشهد النفايات المتراكمة الى شوارع وأحياء إقليم الخروب، ولا سيّما بلدتي مزبود وشحيم. المنطقة التي لم تُشمل بخطة النفايات التي “رعاها” وزير الزراعة أكرم شهيّب، تعاني حاليا أزمة “تصريف” نفاياتها.
هذه الأزمة دفعت بعض البلديات الى تكديس النفايات في عقارات بعيدة نسبيا عن الناس، فيما لجأت بلديات أخرى الى حرقها نظرا لعدم توافر عقارات في نطاقها. حتى الآن، لم تُحدّد الحكومة موقعا لإقامة مركز لطمر نفايات قضاءي الشوف وعاليه، بعدما أرجأ القرار الوزاري المتعلّق بـ “معالجة وضع النفايات المنزلية الصعبة”، تحديد الموقع الخاص لطمر نفايات القضاءين الى “لاحقًا”. اللافت أن غالبية بلديات الإقليم ترى أن عدم شملها بخطة النفايات يأتي كـ “عقاب” لها لأنها رفضت تحويل إحدى الكسارات في الجية وسبلين الى مطمر للعوادم. وكان إتحاد بلديات إقليم الخروب، قد بحث في طرح إنشاء معمل فرز للإتحاد في منطقة القريعة (أعالي إقليم الخروب) على أرض مملوكة من الدولة، تبلغ مساحتها مليونا ومئتي ألف متر مربع، قبل أن يتم رفضه بحجة الحفاظ على أشجار تلك المنطقة.
كذلك، طُرح مؤخرا في جلسة الإتحاد التي حضرها النائبان محمد الحجار وعلاء الدين ترو، إقتراحٌ يقضي بإنشاء معمل فرزٍ أمام محطة ” الكوجيكو” للغاز في منطقة الجية، من خلال ردم البحر وإنشاء معمل فرز للنفايات. وافق على هذا الطرح معظم البلديات، باستثناء بلدية برجا التي رأت أن إختيار هذا الموقع هو مؤشرٌ خطيرٌ لتحويله من قبل الدولة إلى مطمر فيما بعد. كما يأتي هذا الرفض ضمن موقف البلدية الحاسم برفض إقامة معمل فرز للإتحاد ضمن نطاق الجية وبرجا. ومن ضمن الخيارات التي طُرحت أيضا، الإقتراح المُقدم من النائب علاء الدين ترو، الذي يقضي بإنشاء معمل فرز في إحدى الكسارات الثلاث: كسارة سبلين، كسارة الجية وكسارة بعاصير .
لم يستطع الإتحاد أن “يتبنّى” أيا من هذه الإقتراحات، وساهم الإستحقاق البلدي في “فرملة” المشاورات والمباحثات على هذا الصعيد، إلى حين إنتخاب رئيس إتحاد بلديات جديد في الأيام المقبلة .
يقول رئيس بلدية برجا نشأت حمية لــ ” الأخبار ” إن برجا ستضغط باتجاه شملها في خطة النفايات، بالتعاون مع المجتمع المدني والأحزاب في برجا “لأن من واجبها وواجب المسؤولين السياسيين في المنطقة تحمل مسؤولياتهم تجاه ذلك، نظرا لأننا نتحمل معمل الجية ومعمل سبلين وكل الملوثات”، ولافتا الى إصرار البلدية على خيار إنشاء معمل الفرز في القريعة.
من جهته، يلفت رئيس بلدية الجية جورج القزي إلى “سعي بلدية الجية لإنشاء معمل فرز خاصٍ بها بمحاذاة معمل الجية الحراري”، مشيراً إلى ” أننا بإنتظار خطة إتحاد البلديات الجديد، وإذا لم نتوصل إلى إتفاق في الإتحاد على معمل فرز شامل، فإننا سنخطو خطوتنا وحدنا ، وسنعمل على التواصل مع البلديات المجاورة للإشتراك في معمل فرز موحد”. ويُضيف القزي: ” يحتاج معمل فرز على صعيد الإتحاد إلى 3000 متر فقط ، وإقامته في كسارة الجية غير مطروح نظرا لأنها ملك خاص لجهاد العرب وليست مشاعا”، لافتا الى عدم معارضة البلدية إنشاء معمل للفرز في أي موقع كان.